============================================================
وجبت له، ولما رجا عنده فيما بمضيه، ويتقدم فيه، ويحكم به، من ايثار حق الله، عز وجل، وطلب الزلفى لديه ، والقربي إليه ، وأن يحاسب نفسه في يومه وغده، فيما تقلد من الامانة الثقيل حملها، الباهظ عبؤها، فانه حاسب وموعد وموعود: وأمره أن يواسى بين الحصوم بنظره واستفهامه ولطفه ولحظه واستماعه، وأن يفهم من كل آحد حجته ومايدلى به، ويستأنى(1) بكل عى اللسان ، ناقص البيان ، فإن استقصاء الحجة ما يكون به لحق الله تعالى عليه قاضيا ، وللواجب فيه راعيا(2)، فقد يكون بعض الخصوم الحن بحجته، وأبلغ فى منطقه ، وأسرع في بلوغ المطلب، وألطف حيلة فى المذهب، وأذكى ذكاه، وأحضر جوابا من بعض . وإن كان غير الصواب مرماه، وخلاف الحق منحاه(3) فإن لم يتعاهد القاضى مثل هذا، ويجعله من القربات إلى الله، عز وجل، بالتحفظ والتيقظ، والاسترابة، والاحتراس من أهل الخب واللدد(4)، والعناد، والتلبس بشهادات الزور، وتحيف الحقوق، أهلك القوى الضعيف، واقتطع حقه، وغلب عليه وفى تقدم القاضى فى النظر فى ذلك، والمراعاة له، واحتساب ثواب الله ، فيه إثبات الحق، ولابطال(5) الباطل (إن البساطل كان زهوقا)(6).
(1) مقروء ريبيرا : "ويستأبى" وعليه المطبوعتان المصريتان (2) مقروء ريييرا : "راغبا" وعايه المطبوعتان المصريتان (2) مقروء ريبيرا : "متهاه" وعليه المطبوعتان المصريتان 4) الخب، بالكسر: الخداع واللدد: التشدد فى الخصومة (5) مكان هذه الكلمة أخرى أستعمت قراعتها على القارىء ولمعلها ما أثيتثا (1) الاسراء: 81
Page 40