============================================================
والورع، فكان قد استخلفه على قرطبة وأمره بالقضاء بين أهلها، وكان قد عرفه مع ذلك بالبلاغة والبيان ، فلما أراد توليته، قال له : اكتب عهدك عنى لنفسك، فكتب مهدى: بسم الله الرحمن الرحيم هذا ماعهد به عقبة بن الحجاج إلى مهدى بن مسلم ، حين ولاه القضاء، عهد إليه بتقوى الله، وإيثار طاعته، واتباع مرضاته فى س آمره وعلانيته، مراقبا له، مستشعرا لخشية الله، معتصما بحبله المتين، وعروته الوثقى، موفيا بعهله، متوكلا عليه، واثقا به، متقيا منه ، ف(إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون)(1).
وأمره أن يتخذ كتاب الله، وسنة نبيه محمد، صلى الله عليه وسلم، اماما يهتدى بنورهما، وعلما يعشى (4) إليهما، وسراجا يستضاء (3) بهما، فإن فيهما هدى(4) من كل ضلالة ، وكشفا لكل جهالة، وتغصيلا لكل مشكل، وإبانة لكل شبهه، وبرهانا ساطعا، ودليلا شافيا، ومنارا عاليا، وشفاء لما فى القلوب(5)، وهدى ورحمة للمثرمنين .
ال وأامره أن يعلم آته لم يختره لمصالح العباد والبلاد، وتولى(6) القضاء، الذى رفع الله قدره، وأعلى ذكره، وشرف أمره ، إلا لفضل القضاء عند الله ، جل جلاله ، لما فيه من حياة الدين ، وإقامة حقوق المسلين، واجراء الحدود جاريها، على من وجبت عليه، وإعطاء الحقوق من (1) التحل: 128 (1) الأصول: يعشو" (2) الأصول: يستضيء* (4) الأصول: "هديا" 5) الأصول : "الكذوب* (6) الأصول : "وتولية
Page 39