============================================================
العلم(1) بما حركهم إليه الأمير الموفق ، فاستحفظوا(2) ما أضاعوا من غرر الاخبار، وقيدوا ما أهملوا من عيون المعارف، واتصلت بجميعهم بركه الأمير ، أبقاه الله ، فى ذلك ، وكذلك خير الفضائل ما سطع نوره ، واتتشر ذكره، وكان علة لفضائل، وسببا لمفاخر .
فالحمد الله الذى جعل الأمير، أيده الله، إماما فى الخير، ودليلا فى طرائق الرشد، وهاديا (3) إلى جميل المذاهب ، وأسوة فى الحسنى، ومفتاحا إلى حميد الأمور، وبابا إلى الفضل ، هنأه الله بنعمته (4)، وآدام غبطته، و..(5) عليه فضله، ووفر من المكارم حظه .
فإنه لما أمر الأمير، أبقاه الله ، بتأليف كتاب القضاة مقصورا على من قضى للخلفاء، رضى الله عنهم ، بأرض المغرب فى الحاضرة العظمى قرطبة، ذات الفخر الأعظم ، ولعمالهم بها من قبل، هززت رواة الاخبار عن أخبارهم (6) ، وكاشفت أهل الحفظ عن أفعالهم ، وسألت أهل للعلم عما تقدم من سيرهم، قولا وفعلا، فألفيت من ذلك فصولا تروق المستفهمين، وقصصا تبهج السامعين، وأخبارا تدل الناظرين المتعقبين على حصافة العقول، وسعة العلوم، وعلى رجاحة الأحلام، (1) مكان هذه الكلمة نقط تشير الى أنه ثمة كلمة تعذر على القارىء قراءتها، وبمثل ما اثبتنا يستقيم الكلام (2) ذ1، يريد : احفلوا، وهى غير وآردة (2) الأصل : ومهاديا (4) الاصل : "نعمته * والفعل هغا يتعدى بالباء (5) مكان هذه التقط كلمة استعصت قراءتها على القارىء ، ولعلها : واسبغ (6) الأصل : "فى اخبارهم"
Page 24