خاتمة نسأل المولى الكريم حُسنها
بقي أمران مهمَّان يجب التنبيه عليهما والتنبُّه لهما، حيث انجر بنا الكلام إلى مثل هذا المقام:
أحدهما: أنَّ الإِمام إذا تقدَّم في أيام الموسم وصلَّى تحت البيت الشريف لكثرة الحجاج اصطف خلفه كثير من العوامّ في الصف الأوَّل، فإذا انتهى اصطفافهم إلى الحجارة السود المتقدّم ذكرها قطعوا الصفَّ وجعلوا الاستدارة التربيعية في الصف الثاني بلا ضرورة تُلْجِئهم إلى ذلك، وقد علمت صحَّة استدارته في الصف التربيعي من الرسم المذكور فيجب على أهل الديانة منعهم من ذلك وإدارة الصف الشرعي على الوجه المرعي.
ثانيهما: أنَّ كثيرًا من العوامّ يتركون الصف الأول الذي هو خلف الإِمام حقيقة (١) ويتقدَّمون إلى تحت البيت الشريف بلا عذر كحرّ شمس
_________
(١) ضابط الصف الأول في المساجد عمومًا أنه الذي يلي الإِمام مباشرةً وإن تخلّله شيءٌ فقطعه، هذا الذي عليه المحققون من العلماء كما قاله الإِمام النووي في شرح مسلم (٤/ ١٦٠). وتحديد الصف الأول في المسجد الحرام هو الذي =
1 / 27