الصف المستقيم، أو في الصف الدوري، أو في الصف التربيعي.
فالصف التربيعي هو: المحيط بجوانب البيت الشريف، والصف الدوري هو: الجاري في قوس الدائرة كصف المقام الحنفي، والصف المستقيم هو: الخالي من التقويس، فظهر لك من هذا أنَّ البيت الشريف مربع الشكل مع مقاربته للشكل المستطيل، وعلى كلٍّ فله أضلاع أربعة، كل ضلع جهة مستقلَّة بالحكم، وبين كل ضلعين ركن هو نقطة حاصلة من التقائهما يَحِدُّ كلًّا منهما عن الآخر، وأنَّ المقتدي إن كان في غير جهة إمامه صحَّ اقتداؤه مطلقًا، وإن كان فيها صحَّ بشرط عدم التقدُّم كما تقدَّم.
بقي أنَّ المقتدي لو كان مسامتًا للركن الموالي لجهة الإِمام مع كونه أقرب إلى الكعبة كما هو واقعة الحال هل يصح اقتداؤه أم [لا]؟.
قال العلَّامة الشيخ حسن الشرنبلالي (١) في حاشيته على الدرر (٢): ينبغي أن لا يصح احتياطًا بلا نص، وتبعه على ذلك صاحب الدرّ
_________
(١) هو الفقيه المفتي: حسن بن عمار بن علي الشرنبلالي، وُلِد سنة ٩٩٤ هـ، وتعلّم في القاهرة. له مؤلَّفات كثيرة، منها: "نور الإِيضاح"، وشرحه "مراقي الفلاح"، و"تحفة الأكمل" وغيرها. تُوُفِّي سنة ١٠٦٩ هـ بالقاهرة.
يُنظر: خلاصة الأثر (٢/ ٣٨)؛ والأعلام (٢/ ٢٠٨).
(٢) (١/ ١٤٩)، ونصّه: "وأما إذا وقف مسامتًا لركن في جانب الإِمام وكان أقرب إليها من الإِمام فينبغي عدم الصحَّة احتياطًا لترجيح جهة الإِمام، ولم أره منقولًا ... ".
1 / 20