5
ويقول «كريمر»: إن الأسباب التي أدت إلى تسيد «آن» مجموعة الآلهة السومرية، أسباب غير معروفة.
6
لكننا نتصور وببساطة أن رؤية الرافدي القديم للسماء بفسحتها واتساعها، وتعدد الألوان والأحداث والظواهر فيها مع ضخامة هذه الظواهر، وجسامة هذه الأحداث، ومطرها الذي يشكل للأرض مني الحياة، ثم إحاطة السماء للأرض في الأفق، وتغطيتها من جميع جوانبها؛ كل ذلك كان كفيلا بتصورها بما يلائم عظمة اتساعها ورحابتها وتعدد الإمكانات فيها، مقابل ضيق المساحات المرئية أمامه بشكل مباشر على الأرض، التي مهما بلغت مظاهرها هولا وغرابة ، فإنها لم ترق أبدا في نظره إلى درجة ظواهر السماء، مع أخذنا بالحسبان عدم التماس المباشر بينه وبين السماء، مما جعلها مجهولا دائما يقع في نفسه موقع الجليل، بما له من هيبة ورغبة واحترام وتقديس، فكان أن تصور السماء أعظم الآلهة، وأبا أولا دائم الاقتدار، بتواصل وديمومة مستمرة، يخصب الأم الكبرى «كي
KI » الأرض، وهو يحتضنها ليلقي في أحشائها بدفقات ماء الحياة. ومن هنا ظلت السماء «آن»، وظل الإله «آن» يقع في الوهم الإنساني - حتى اليوم - موقعه القديم، فنتحدث عن الإله مجازا فنقول: السماء، أو نتصوره قابعا على عرش في بيت إلهي في السماء، أو ننفعل فنقسم أغلظ الأيمان بحق السماء! ولا يبقى عن «آن» الآن، سوى ترجيحنا أن يكون هو نموذج الأب الأول في مشترك العشيرة البدائي. (2) «كي
KI
أو جي
GI »: وهي إلهة أنثى هي الأرض تعددت أسماؤها وشخصها واحد، فهي كزوجة للسماء الذكر «آن
AN » تسمى «أنتوم
AN-TUM »
Unknown page