وقال الله لتكن أنوار في جلد السماء، لتفصل بين النهار والليل، وتكون لآيات وأوقات وأيام وسنين، وتكون أنوارا في جلد السماء، لتنير الأرض، وكان كذلك. فعمل الله النورين العظيمين، النور الأكبر لحكم النهار والنور الأصغر لحكم الليل، والنجوم، وجعلها الله في جلد السماء، لتنير على الأرض، ولتحكم على النهار والليل، ولتفصل بين النور والظلمة، ورأى الله ذلك أنه حسن، وكان مساء، وكان صباح، يوما رابعا.
وقال الله: لتفض المياه زحافات ذات نفس حية، وليطير طير فوق الأرض، على وجه جلد السماء، فخلق الله التنانين العظام، وكل ذوات الأنفس الحية الدبابة، التي فاضت بها المياه كأجناسها، وكل طائر ذي جناح كجنسه، ورأى الله ذلك أنه حسن، وباركها الله قائلا: أثمري وأكثري واملئي المياه في البحار، وليكثر الطير على الأرض، وكان مساء، وكان صباح يوما خامسا.
وقال الله: لتخرج الأرض ذوات أنفس حية كجنسها، بهائم ودبابات ووحوش أرض كأجناسها ... فعمل الله وحوش الأرض كأجناسها، والبهائم كأجناسها، وجميع دبابات الأرض كأجناسها، ورأى الله ذلك أنه حسن، وقال الله: نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا، فيتسلطون على سمك البحر وعلى طير السماء، وعلى البهائم، وعلى الأرض، وعلى جميع الدبابات التي تدب على الأرض، فخلق الله الإنسان على صورته، على صورة الله خلقه ذكرا وأنثى خلقهم، وباركهم الله، وقال لهم: أثمروا وأكثروا واملئوا الأرض ... (بينما بداية الإصحاح الخامس تقول: يوم خلق الله الإنسان، على شبه الله عمله، ذكرا وأنثى خلقه وباركه، ودعا اسمه آدم يوم خلقه) ورأى الله كل ما عمله فإذا هو حسن جدا، وكان مساء، وكان صباح، يوما سادسا.
فأكملت السموات والأرض وكل جندها، وفرغ الله في اليوم السابع من عمله الذي عمل، فاستراح في اليوم السابع من جميع عمله الذي عمل، وبارك الله اليوم السابع وقدسه، لأنه فيه استراح من جميع عمله الذي عمل الله خالقا.
هذه مبادئ السموات والأرض حين خلقت يوم عمل الرب الإله الأرض والسموات، كل شجر البرية لم يكن بعد في الأرض، وكل عشب البرية لم ينبت بعد، لأن الرب الإله لم يكن قد أمطر على الأرض، ولا كان إنسان ليعمل في الأرض، ثم كان ضباب يطلع من الأرض ويسقي كل وجه الأرض، وجبل الرب الإله آدم ترابا من الأرض، ونفخ في أنفه نسمة حياة، فصار آدم نفسا حية.
وغرس الرب الإله جنة في عدن شرقا، ووضع هناك آدم الذي جبله، وأنبت الرب الإله من الأرض كل شجرة شهية للنظر، وجيدة للأكل، وشجرة الحياة في وسط الجنة، وشجرة معرفة الخير والشر.
وكان نهر يخرج من عدن ليسقي الجنة، ومن هناك ينقسم فيصير أربعة رءوس، اسم الواحد فيشون وهو المحيط بجميع أرض الحويلة، حيث الذهب، وذهب تلك الأرض جيد هناك المقل، وحجر الجزع، واسم النهر الثاني جيحون، وهو المحيط بجميع أرض كوش، واسم النهر الثالث حداقل وهو الجاري شرقي آشور، والنهر الرابع الفرات.
وأخذ الرب الإله آدم ووضعه في جنة عدن، ليعملها ويحفظها، وأوصى الرب الإله آدم قائلا: من جميع شجر الجنة تأكل أكلا، وأما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها، لأنك يوم تأكل منها موتا تموت، وقال الرب الإله: ليس جيدا أن يكون آدم وحده فأصنع له معينا نظيره، وجبل الرب الإله من الأرض كل حيوانات البرية، وكل طيور السماء، فأحضرها إلى آدم ليرى ماذا يدعوها، وكل ما دعا به آدم ذات نفس حية فهو اسمها فدعا آدم بأسماء جميع البهائم وطيور السماء، وجميع حيوانات البرية، وأما لنفسه فلم يجد معينا نظيره.
فأوقع الرب الإله سباتا على آدم فنام، فأخذ واحدة من أضلاعه، وملأ مكانها لحما، وبني الرب الإله الضلع التي أخذها من آدم امرأة، وأحضرها إلى آدم، فقال آدم : هذه الآن عظم من عظامي، ولحم من لحمي. هذه تدعى امرأة لأنها من امرئ أخذت، لذلك يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته، ويكونان جسدا واحدا، وكان كلاهما عريانين، آدم وامرأته وهما لا يخجلان.
وكانت الحية أحيل جميع حيوانات البرية، التي عملها الرب الإله، فقالت للمرأة: أحقا قال الله لا تأكلا من كل شجر الجنة؟ فقالت المرأة للحية: من ثمر شجر الجنة نأكل، وأما ثمرة الشجرة التي في وسط الجنة، فقال الله لا تأكلا منه ولا تمساه، لئلا تموتا. فقالت الحية للمرأة: لن تموتا، بل الله، عالم أنه يوم تأكلان منه تنفتح أعينكما، وتكونان كالله عارفين الخير والشر، فرأت المرأة أن الشجرة جيدة للأكل، وأنها بهجة للعيون، وأن الشجرة شهية للنظر، فأخذت من ثمرها وأكلت، وأعطت رجلها أيضا معها فأكل، فانفتحت أعينهما وعلما أنهما عريانين، فخاطا أوراق تين، وصنعا لأنفسهما مآزر.
Unknown page