Qissat Adab Fi Calam
قصة الأدب في العالم (الجزء الأول)
Genres
وأخيرا أحب امرأة اسمها «دليلة»، فاتصل بها قادة الفلسطينيين وتآمروا معها أن تعرف منه سر قوته، فخدعها مرارا، فمرة يقول لها إنه إذا أوثق بحبال من حديد ضعفت قوته، فكان يوثق بها فيتمطى فيها فيقطعها كأنها خيط. وأخيرا ضاق شمشون بالمرأة ذرعا فأخبرها بالسر الحقيقي في قوته، وأنها في شعره، فجاء الفلسطينيون وغافلوه وهو نائم في حجرة المرأة وحلقوا رأسه، فذهبت قوته؛ فأخذه الفلسطينيون وقلعوا عينيه وأوثقوه بسلاسل من نحاس، وذهبوا به إلى غزة وسجنوه هناك حتى يقتلوه.
ولكن شعره كان قد نبت، وعادت إليه قوته وما درى بذلك خصومه.
ففي ليلة اجتمع فيها جميع أقطاب الفلسطينيين، ودعوا شمشون ليلعب لهم ويسخروا منه، فحضر شمشون، ودعا ربه أن يلبي دعاءه، ويعيد إليه قوته ولو مرة واحدة، فاستجاب دعاءه، وقال للغلام الذي يمسك بيده: دعني ألمس الأعمدة التي يقوم عليها البيت، ففعل الغلام، وأمسك شمشون العمودين أحدهما بيمينه والآخر بيساره، وجذبهما فسقط البيت على من فيه، وخر جميع من في البيت ومعهم شمشون صرعى، فكان من قتلهم في موته أكثر ممن قتلهم في حياته. •••
وقد تناول الشاعر الإنجليزي «ملتن» هذه القصة فخلع عليها في قصيدته «شمشون الجبار»
8
ثوبا زادها بهاء وجلالا، كما تناولها كذلك الكاتب الفرنسي «سانت ساينس»
9
في رواية تمثيلية غنائية هي في الطليعة بين مثيلاتها في الأدب الحديث.
ويأتي بعد سفر القضاة سفر صغير ولكنه جليل جميل، وهو سفر روث أو «راعوث»،
10
Unknown page