256

Qishr al-fisr

قشر الفسر

Editor

الدكتور عبد العزيز بن ناصر المانع

Publisher

مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

Publisher Location

الرياض

(والجراحاتُ عنده نغَماتٌ ... سَبقتْ قبلَ سَيْبهِ بسُؤالِ)
قال أبو الفتح: أي يلتذُّ الجراح كما يلتذُّ نغمة السائل، وقد مضى نظيره، ويجوز أن يكون المعنى أن من عادته أن يُعطي بغير سؤال، وإذا اتفق أن يسأله طالب قبل نواله ابتداء شق ذلك عليه، وبلغ منه ما تبلغ الجراحة من المجروح، ويؤكد هذا المعنى قوله أيضًا:
وإذا غَنُوا بعطائهِ عن هزّهِ ... والىَ فأغنى أن يقولوا: والهِ
ويؤكد المعنى الأول قوله أيضًا:
إذا سألوا شكرتَهمُ عليه ... وإن سكتوا سألتَهمُ السُّؤالا
قال الشيخ: القول الأول فاسد، والثاني سافر عن بعض المعنى ومخل ببعضه، وليس في البيتين اللذين استشهدهما على معنييه شهادة ودلالة على أحدهما، فتأمل البيتين والمعنيين لترى تباعدها وتنافيها والتباين الظاهر فيها، فإني لو اشتغلت بشرحها طال الكلام، وهي
أوضح من أن تُشرح، ومعناه أنه وصفه بالسماح وقلة المبالاة بالجراح، فقال: والجراحات ليست

2 / 261