فأجابها المؤدب قائلا: «لا يمكن إصلاحه فإني كل يوم أعلمه الشجاعة وأقص عليه جميع الملاحم العظمى لكي أبعث في نفسه روح المنافسة، ولكنه كان جبانا في صغره وسيبقى كذلك في كبره».
فقالت أمه: «يا لفضيحة أسرتنا! لست أطيق هذا. يا للعار!».
وبعد ذلك بأيام قرع طبل الحرب لأن معركة كانت على وشك النشوب قريبا من مكانهم، فقال المؤدب لسمبا: «لقد قرع طبل الحرب» فلم يجبه سمبا. وبعد صمت قليل عاد المؤدب وقال: «لقد قرعت الطبول، فهلا ذهبنا إلى المعركة؟».
فقال سمبا: «ما ظنك بي؟ هل تظن أني سأذهب إلى الحرب لأنك قصصت علي الأقاصيص؟ كلا. إني سأبقى هنا».
ثم جاء والد سمبا وقال له: «اصغ إلي يا بني. ألست تذهب إلى الحرب مع الآخرين».
فقال سمبا: «كلا. إني أفضل البقاء هنا في البيت».
فصاح به أبوه عندئذ قائلا: «لقد فضحتني. اذهب عني. فلا أراك بعد الآن».
قالت أمه: «عندما أنظر إليك أشعر بالفضيحة والعار، فاذهب عنا».
فخرج سمبا وهتف بالسائس فلباه، فقال له: «لقد طردني أبواي لأني أكره الذهاب إلى الحرب، أسرج لي فرسي فإني سأبحث عن بلاد لا يكون فيها حرب أو قتال».
وأسرج الفرس وجاء المؤدب وقال: «اني أرغب في أن أذهب معك إلى بلاد نائية».
Unknown page