84

Qawl Mufid

القول المفيد في أدلة الاجتهاد والتقليد

Investigator

عبد الرحمن عبد الخالق

Publisher

دار القلم

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٣٩٦

Publisher Location

الكويت

قد جعل الْقُضَاة ثَلَاثَة وَبَين صفة كل وَاحِد مِنْهُم بَيَانا يفهمهُ المقصر والكامل والعالم وَالْجَاهِل الثَّانِي أَن الْمُقَلّد لَا يَدعِي أَنه يعلم بِمَا هُوَ حق من كَلَام إِمَامه وَلَا بِمَا هُوَ بَاطِل بل يقر على نَفسه أَنه يقبل قَول الْغَيْر وَلَا يُطَالِبهُ بِحجَّة ويقر على نَفسه أَنه لَا يعقل الْحجَّة إِذا جَاءَتْهُ فَأفَاد هَذَا أَنه حكم بِشَيْء لَا يدْرِي مَا هُوَ فَإِن وَافق الْحق فَهُوَ الَّذِي قضى بِغَيْر علم وَإِن لم يُوَافق فَهُوَ الَّذِي قضى بِغَيْر الْحق وَهَذَانِ هما القاضيان اللَّذَان فِي النَّار فَالْقَاضِي الْمُقَلّد على كلتا حالتيه يتقلب فِي نَار جَهَنَّم فَهُوَ كَمَا قَالَ الشَّاعِر خذا بطن هرشي أوقفاها فَإِنَّهُ ... كلا جَانِبي هرشي لَهُنَّ طَرِيق وكما تَقول الْعَرَب لَيْسَ فِي الشَّرّ خِيَار وَلَقَد خَابَ وخسر من لَا ينجو على كل حَال من النَّار فيا أَيهَا القَاضِي الْمُقَلّد مَا الَّذِي أوقعك فِي هَذِه الورطة وألجأك إِلَى هَذِه الْعهْدَة الَّتِي صرت فِيهَا على كل حَال من أهل النَّار إِذا دمت على قضائك وَلم تتب فَإِن أهل الْمعاصِي والبطالة على اخْتِلَاف أنواعهم هم أَرْجَى لله مِنْك وأخوف لَهُ لأَنهم يقدمُونَ على الْمعاصِي وهم على عزم التَّوْبَة والإقلاع وَالرُّجُوع وكل وَاحِد مِنْهُم يسْأَل الله الْمَغْفِرَة وَالتَّوْبَة وَيَلُوم نَفسه على

1 / 100