23

Qawl Mufid

القول المفيد في أدلة الاجتهاد والتقليد

Investigator

عبد الرحمن عبد الخالق

Publisher

دار القلم

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٣٩٦

Publisher Location

الكويت

مقلدين وَلَا منتسبين إِلَى فَرد من أَفْرَاد الْعلمَاء بل كَانَ الْجَاهِل يسْأَل الْعَالم عَن الحكم الشَّرْعِيّ الثَّابِت فِي كتاب الله أَو بِسنة رَسُوله ﷺ فيفتيه بِهِ وَيَرْوِيه لَهُ لفظا أَو معنى فَيعْمل بذلك من بَاب الْعَمَل بالرواية لَا بِالرَّأْيِ وَهَذَا أسهل من التَّقْلِيد فَإِن تفهم دقائق علم الرَّأْي أصعب من تفهم الرِّوَايَة بمراحل كَثِيرَة فَمَا طلبنا من هَؤُلَاءِ الْعَوام إِلَّا مَا هُوَ أخف عَلَيْهِم مِمَّا طلبه مِنْهُم الملزمون لَهُم بالتقليد وَهَذَا هُوَ الْهدى الَّذِي درج عَلَيْهِ خير الْقُرُون ثمَّ الَّذين يَلُونَهُمْ ثمَّ الَّذين يَلُونَهُمْ حَتَّى استدرج الشَّيْطَان بذريعة التَّقْلِيد من استدرج وَلم يكتف بذلك حَتَّى سَوَّلَ لَهُم الِاقْتِصَار على تَقْلِيد فَرد من أَفْرَاد الْعلمَاء وَعدم جَوَاز تَقْلِيد غَيره ثمَّ توسع فِي ذَلِك فخيل لكل طَائِفَة أَن الْحق مَقْصُور على مَا قَالَه إمامها وَمَا عداهُ بَاطِل ثمَّ أوقع فِي قُلُوبهم الْعَدَاوَة والبغضاء حَتَّى إِنَّك تَجِد من الْعَدَاوَة بَين أهل الْمذَاهب الْمُخْتَلفَة مَا لم تَجدهُ بَين أهل الْملَل الْمُخْتَلفَة وَهَذَا يعرفهُ كل من عرف أَحْوَالهم فَانْظُر إِلَى هَذِه الْبِدْعَة الشيطانية الَّتِي فرقت بَين أهل هَذِه الْملَّة الشَّرِيفَة وصيرتهم على مَا

1 / 39