آية المباهلة
3. آية المباهلة: وهي قوله تعالى:?فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبنائكم ونسائنا ونسائكم وأنفسنا وأنفسنا ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين?[آل عمران:61].
هذه الواقعة التأريخية الهامة رواها المؤرخون، والمفسرون، والمحدثون، وبينت بوضوح مقام أهل البيت عليهم السلام. فلقد ورد أن وفدا من نصارى نجران جاء ليحاجج الرسول، ويحاوره في نبوته فلم يقتنعوا بما وضحه لهم. فأمره الله جل شأنه بمباهلتهم هو، وأهل بيته ليعرفوا صدق نبوته فطلب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مباهلتهم، وأحضر معه الإمام علي، والإمام الحسن، والإمام الحسين، وفاطمة، وقال لهم: «إذا أنا دعوت فأمنوا.».
فلما رأى أسقف نجران هذه الأنوار المتلألئة قال: يا معشر النصارى إني لأرى وجوها لو شاء الله أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله بها، فلا تباهلوا فتهلكوا، ولا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة. فقالوا: يا أبا القاسم، رأينا أن لا نباهلك، وأن نقرك على دينك، ونثبت على ديننا.
قال: «فإذا أبيتم المباهلة فأسلموا يكن لكم ما للمسلمين، وعليكم ما عليهم.» فأبوا. فقال: «فإني أناجزكم.». فقالوا: ما لنا بحرب العرب طاقة، ولكن نصالحك على أن لا تغزونا ولا تخيفنا، ولا تردنا عن ديننا على أن نؤدي إليك كل عام ألف حلة، وثلاثين درعا عادية من حديد. فصالحهم على ذلك. وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «والذي نفسي بيده، أن الهلاك قد تدلى على أهل نجران، ولو لاعنوا لمسخوا قردة، وخنازير ولاضطرم عليهم الوادي نارا، ولاستأصل الله نجران وأهله حتى الطير على رؤوس الشجر، ولما حال الحول على النصارى كلهم حتى يهلكوا.».
قال الزمخشري: وقدمهم في الذكر على الأنفس لينبه على لطف مكانهم، وقرب منزلتهم...
Page 31