Qawanin Usul
القوانين المحكمة في الاصول المتقنة
Publisher
دار المحجة البيضاء، 2010
Genres
قانون
المشتق كاسم الفاعل والمفعول والصفة المشبهة ، حقيقة فيما تلبس بالمبدإ دون ما وجد المبدا فيه في حال التكلم فقط ، كما توهمه بعضهم (1) حتى يكون قولنا : زيد كان قائما فقعد أو سيصير قائما مجازا.
والظاهر أن هذا وفاقي كما إدعاه جماعة (2) ومجاز فيما لم يتلبس بعد ، سواء أريد بذلك إطلاقه على من يتلبس بالمبدإ في المستقبل ، بأن يكون الزمان مأخوذا في مفهومه أو إطلاقه عليه بعلاقة أوله إليه (3). والظاهر أن ذلك أيضا اتفاقي كما صرح به جماعة.
وقد يتوهم (4) أن إطلاق النحاة اسم الفاعل مثلا على مثل (الضارب) في قولنا : زيد ضارب غدا ، ينافي دعوى الإجماع ، وهو باطل (5) لما حققنا سابقا من أن
__________________
(1) نسب هذا التوهم الى السيد والشهيد.
(2) كما في «الوافية» ص 62.
(3) كون علاقة المجاز علاقة الأول يناسب أن يراد من المشتق الذات البحت الغير المتلبسة بعلاقة أنها تتلبس في ما بعد من دون اعتبار الاتصاف معها أيضا حتى يكون قولك : رأيت قائما مثلا ، بمنزلة قولك : رأيت زيدا وهذا كما ترى اطلاق آخر مقابل لما اطلق على ما انقضى عنه المبدأ بعلاقة كونه عليه ، أي الذات البحت الغير المتلبسة من غير اعتبار اتصافها أيضا بالعلاقة المذكورة ، لأنه لو لا اعتباره على هذا الوجه لم يتميز عن المنقضى عنه المبدا بالمعنى المتنازع فيه تميزا ظاهرا إلا في ملاحظة هذه العلاقة وعدم ملاحظتها. وهذا بمجرده لا يوجب الفرق بين الاطلاقين في كون المجازية في أحدهما محل وفاق وفي الآخر محل خلاف كما لا يخفى. ولم نقف لكلامهم في هذا المقام على تحرير تام ، هذا كما في حاشية القزويني.
(4) قيل أن أصل هذا التوهم من صاحب «الوافية» وعليك بالمراجعة هناك ص 62.
(5) أي التوهم المذكور باطل.
Unknown page