============================================================
انتقل، فبينا نحن ننازع الناس في عمل المدينة، ونصيح بأهل الكوفة مع كثرة من نزل بها من علماء الأمة، كعلي، وابن مسعود، ومن كان ما ليس التكل في العينين كالكحل ح لنا بعض الجمود، ومعدن التقليد: الله أخر مدتي فتأخرت ى رايت من الزمان عجائبا يالله وللمسلمين ذهبت قرطبة وأهلها، ولم يبرح من الناس جهلها، ماذاك إلا لأن الشيطان يسعى في محو الحق فينسيه، والباطل لازال يلقنه ويلقيه، ألا ترى خصال الجاهلية كالنياحة، والتفاخر، والتكاثر، والطعن، والتفضيل، والكهان، والنجوم، والحظ، والتشاؤم، وما أشبه ذلك، وأسماعها، كالعتمة، ويثرب، وكذا التنابز بالألقاب، وغيره مما نهى عنه وحذر منه، كيف لم تزل من أهلها، وانتقلت إلى غيرهم مع تيسر آمرها، حتى كأنهم لايرفعون بالدين رأسا، بل يجعلون العادات القدية أسا، وكذلك محبة الشعر والتلحين والنسب، وما انخرط في هذا السلك ثابتة الموقع من القلوب، والشرع فينا منذ سبعمائة وسبعة وستين سنة(1) لا تحفظه إلا قولا، ولا نحمله إلا كلا"(2) (1) جعل المقري بداية الشرع من حين البعثة وليس من حين الهجرة، فلا يشكل على هذا كون وفاة المقري عام 758 ه (2) المعيار، 482/2؛ نفح الطيب، 557/1/5.
Page 84