============================================================
الحق إذا رآه، ولكن يطلب التوفيق ولو على أبعد طرق بينه وبين هواه ولو ائبع الحق اهواعهم لفسدت السموات والأرض ومن فيهن }(1) فيا أيها الحنفى أفي كل ما خالفك فيه مالك في حكم الله هالك ؟ ويا أيها المالكي أفي كل ما خالفك فيه الشافعى عميت عليه المسالك ؟ أصم الله سمع الهوى ما يسمع إلا مايريد، ألا إن ههنا ما سواه هي من هذه الهناة ، وأحر على كبد كل مسلم من يبس اللهاة، فاذا خالف الحق أهل كل مذهب آبقوا من رده إلى ما خالف من الحق فحاولوا سوى ذلك الحق، فإذا لم يطعهم مفاده جروه على غير إرادة، فتراهم يؤولون النصوص التي يخالف ظاهرها مذهبهم على ما يوافقهم، ولا يبالون أخلوا بما له من معنى ام لا4"(1).
رفض الاحتجاج بعمل أهل قرطبة: اعتمد بعض علماء الأندلس والمغرب عمل أهل قرطبة، وجعلوه مسلكا للاحتجاج به، وقد ورد في أحكام بعض القضاة قولهم : هذا مما جرى به عمل أهل قرطبة.
والمقرى يشنع على من يرى هذا الرأي، ويرى في هذا خطرا على الإسلام وبادرة للتبديل والتغيير فيه، فيقول: "وعلى هذا الشرط(2) ترتب إيجاب عمل القضاة بالأندلس، ثم (1) سورة المؤمنون، الآية: 71.
(2) المعيارن، 483/2 (3) المراد : اشتراط الوالي على القاضى أن يحكم بقضاء قرطبة
Page 83