============================================================
الممنوع اقتضى التغليظ عليه، قال : فإذا عرفت هذا، فقد صار هذا القائل بمثابة من قال لها : إن تزوجتك فأنت حرام أبدا، وقوله أنت حرام يقتضي الثلاث إن تزوجها، أما إن نوى واحدة لزمه الطلاق في أنت طالق أبدا بعد النكاح، وقد يحتمل أن يكون إنما أوقعه على التزويج، كما قاله بعض القرويين في مسألة الخلع من الكتاب، فلا يتكرر التحريم، ويحتمل أن يكون بمعنى كلما، كما كان ابن القاسم يقول في العتبية، ويتزوجها بعد زوج، إلا أن يريد كلما تزوجتك. قال وهذا المعنى عندي أقرب إلى إرادة سفهاء الوقت، فيتكرر عليهم الطلاق، والله أعلم)(1).
ونلاحظ في فتواه هذه آمرين جديرين بالانتباه: الاول: إحاطته بقواعد الشريعة العامة ومراعاته لها حيث قال : (ومن لبس على نفسه لبسا جعلنا لبسه عليه) مما يبرز سعة آفقه ونظرته الشمولية.
الثاني : مراعاته لحال الزمان حيث قال : "وهذا المعني عندي أقرب إلى ارادة سفهاء الوقت، فيتكرر عليهم الطلاق) ثالثا- آراؤه الإصلاحية: تميز المقرى بسعة الأفق، والنظرة الإصلاحية لمشاكل عصره لاسيما المشاكل العلمية، فهو يتعرض لكثير من الأمور السائدة في عصره (1) المعيار، 116/4 117.
Page 81