============================================================
المبحث الثاني حياته العلمية نشأ المقري محبا للعلم منذ الصغر فقد كانت أسرته ميسورة الحال، وهذا مما ساعده على التفرغ للعلم مبكرأ، فلم ينشغل بطلب العيش والبحث عنه، بل جل همه لقاء المشايخ، والاستفادة منهم، يؤيد ذلك ما جاء في الاحاطة على لسان المقرى : " ولما هلك هؤلاء الأشياخ (أجداد المقرى)، جعل أبناؤهم ينفقون ما تركوا لهم، ولم يقوموا بأمر التثمير قيامهم، وصادفوا توالي الفتن، ولم يسلموا من جور السلطان، فلم تزل حالهم في نقصان إلى هذا الزمان، فها أنا ذا لم أدرك في ذلك إلا أثر نعمة اتخذنا فضوله عيشا ، وأصوله حرمة، ومن جملة ذلك خزانة كبيرة من الكتب، وأسباب كثيرة تعين على الطلب، فتفرغت بحول الله عز وجل للقراءة، فاستوعبت أهل البلد لقاء، وأخذت عن بعضهم عرضا وإلقاء، سواء المقيم القاطن، والوارد والظاعن"(1).
وما يؤيد طلبه للعلم مبكرا روايته بالمصافحة عن آبي عثمان سعيد ابن إبراهيم بن على الخياط (ت 729ه)، وقول المقرى عن ذلك ((صافحته وأنا صغير"(2) (1) الإحاطة، 193/2 - 194.
(2) نفح الطيب، 241/5
Page 58