============================================================
الوقت، تلقي الضوء على مجال الدراسة فيه، وتساعد في تحديد اتجاه العلماء والطلاب بالنسبة للفقه غير أن المصادر التاريخية لاتسعفنا كثيرا في معرفة ذلك والوقوف عليه على وجه الدقة، وإنما يتلمس الباحث معرفة ذلك من خلال تراجم علماء ذلك العصر ومؤلفاتهم هذا هو المصدر الوحيد لمعرفة الكتب التي اتخذت سمة الانتشار في حلقات العلم، وتناوها العلماء بالتدريس، والطلاب بالتلقي ومن خلال ذلك نجد آن مختصر ابن الحاجب الفقهي المسمى "جامع الامهات) له المقام الأول في الانتشار بين العلماء والطلاب يتنافسون في حفظه، وفهمه، وتحليل عباراته، والتعليق عليه: يقول ابن خلدون في ذلك: (" ولما جاء كتابه (ابن الحاجب) إلى المغرب آخر المائة السابعة عكف عليه الكثير من طلبة المغرب، وخصوصا أهل بجاية، لما كان كبير مشيختهم أبو على ناصر الدين الزواوى هو الذي جلبه إلى المغرب، فإنه كان قرأ على أصحابه، ونسخ مختصره ذلك، فجاء به، وانتشر بقطر بجاية في تلاميذه، ومنهم انتقل إلى سائر الأمصار المغربية، وطلبة الفقه بالمغرب هذا العهد يتداولون قراعته، ويتدارسونه لما يؤثر من الشيخ ناصر الدين من الترغيب فيه )(1).
(1) عبد الرحمن بن خلدون، المقدمة، (القاهرة : مطبعة مصطفى محمد)، ص 451 وقد وهم أحمد بايا التمبكتى فذكر أن أول من أدخل مختصر ابن الحاجب الفرعي هو آبو الرييع سليمان اللجاني، ونسب هذا إلى وفيات ابن الخطيب القسنطيي
Page 43