============================================================
به، فكم عصر ارتفع فيه العلم، وكثر إنتاج العلماء فيه بسبب آمرائه، والعكس بالعكس، وقديما قيل: "الناس على دين ملوكهم) ونلاحظ في العصر المرينى ظاهرة تشجيع الأمراء للعلم والعلماء، وعقدهم الندوات والمجالس العلمية، مما كان له أثر بارز في دفع الحركة العلمية في المجتمع.
ويوضح جانبا من هذا الاهتمام موقف أبي عنان المريني من فقيه فاس على الصرصري لما اختاره للتدريس في المدرسة التي بناها السلطان: يقول المقرى (الحفيد) في أزهار الرياض: "ولما كمل غرض آبي عنان كبير ملوك بني مرين من بناء مدرسته المتوكلية بفاس، وكان بعيد الصيت في علو الهمة، قال: انظروا من يقرىء بها الفقه، وقع الاختيار على الشيخ علي الصرصري الحافظ، ولما جلس بها واتسع صيته، وجه إليه آبو عنان من يسأله في مسائل التهذيب التي انفرد بإتقانها وحفظها، وطالبه بتحقيق ذلك وإتقانه وحسن تلقيه، ولا آدري المنتخب له هل هو أبو عيسى موسى (كذا) بن الإمام(1)، أم السيد الشريف أبو عبدالله(2) شارح الجمل، أو هما معا؟ فطالباه بتحقيق ما أورده من المسائل عن ظهر قلب على المشهور من حفظه، فانقطع انقطاعا فاحشا، ولما أضجره ذلك نزل عن كرسيه وانصرف كييبا في غاية القبض، ولما اشتهر ذلك عنه وجه إليه آبو عنان، فلما مثل بين يديه (1) آبو موسى عيى بن محمد بن عبد الله بن الامام التلمساني، توفي عام 749ه.
اتظر: إبراهيم بن فرحون الديباج المذهب في معرفة أعيان المذهب، الطبعة الاولى (مصر : مطيعة المعاهد، 1351 ه)، ص 166 (2) أبو عبد الله محمد بن أحمد ين يحبى الشريف التلمساني ت 771ه.
Page 27