============================================================
المبحث الأول الحالة السياسية نشا المقرى في عصر يغلب فيه الاختلاف على الائتلاف، عصر تسوده النزاعات بين أمراء الدول، تثور الحروب بينهم لأتفه الأسباب، فتراق فيها الدماء، وتنتهك فيها الأعراض والأموال، كل هذا وعدوهم اللدود يتربص بهم الدوائر، يلتهم مدن الأندلس وحصونها الواحدة تلو الأخرى، ولايفرط فيما استولى عليه، بل يعض عليه بالنواجذ والأنياب، يبتهج فرحا كلما شب النزاع ، وبرقت بارقة الحرب بين دولتين إسلاميتين ويرى في ذلك تحقيقا لآماله في ألا يبقى للمسلمين في الأندلس موطىء قدم على أن من الإنصاف أن نذكر فترات من السلم والاستقرار، كما في أيام السلطان أبي حمو الزياني، إلا أنها فترات قصيرة جدا وذات تأثير محدود وإليك استعراضا تاريخيا للحالة السياسية في عصر المقرى: أبو حمو الزياني (ت 718 ه): ولد المقرى في عهد السلطان أبي حمو الزياني، وفي أيامه حظيت الدولة بالاستقرار، ومسالمة جيرانها المرينيين، فأمنوا خطر الحروب والغارات، واستعادت دولتهم قوتها وبهجتها(1).
(1) انظر : عبد الحميد حاجيات، أبو حتو موسى الزياني، حياته واثاره (الجزائر: الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، 1394 ه /1974م)، ص 16
Page 21