48

Qawacid Tafsir Ahlam

قواعد تفسير الأحلام

Investigator

حسين بن محمد جمعة

Publisher

مؤسسة الريان

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢١هـ - ٢٠٠٠م

Publisher Location

بيروت

يُؤْكَل بِلَا وَاسِطَة إِلَّا لضَرُورَة. والحلو بِخِلَافِهِ. فَهُوَ كالمر وَالْملح لَا يُؤْكَل كثيرا إِلَّا لضَرُورَة أَو بِوَاسِطَة. والشجرة فِي إقبال الزَّمَان: خير وَفَائِدَة مقبلة. وإقبال زمَان كل شَجَرَة قرب انْتِفَاع النَّاس بهَا فِيمَا هِيَ مرصدة لَهُ. فَافْهَم جَمِيع مَا يُمكن النَّفْع فِيهَا فَذَلِك إقبال زمانها، حَتَّى أَنَّك تَقول لمن يُرِيد الْحَطب عَن الشَّجَرَة الْيَابِسَة: رَاحَة مقبلة ميسرَة. وَلمن يطْلب وَرقهَا كالتوت وَقت ظُهُور الْوَرق: فَائِدَة مقبلة. وَلمن يطْلب ثَمَرهَا: فَائِدَة وَقت ذَلِك على مَا شرحناه فِي مَوْضِعه. [فصل: ٨] الْفَصْل الثَّامِن [١٤] وَتعْتَبر عادات النَّاس وأديانهم. كمن يرى أَنه يَأْكُل الباقلاء الْأَخْضَر، فَإِنَّهُ عِنْد الصائبة: مَال حرَام، ونكد، لِأَنَّهُ محرم عَلَيْهِم. وَالْمَجُوس يحرمُونَ لُحُوم الْبَقر، وَالْيَهُود يحرمُونَ الْخمر، فَهَذَا وَمَا أشبهه: حرَام عِنْد من يرى ذَلِك، وأرزاق وفوائد عِنْد من يحلهَا. كَمَا أَن الْمَرْأَة إِذا رَأَتْ أَنَّهَا تَزني، وَالنَّاس يبصرونها: فَهِيَ شهرة ردية، ونكد. فَإِن كَانَت بِالْهِنْدِ: دلّ على أَنَّهَا تتقرب، وتشتهر بِعبَادة، وبر، وَيكون لَهَا ثَنَاء مليح، لأَنهم يَتَقَرَّبُون إِلَى الله تعلى بِالزِّنَا. جلّ الله / تَعَالَى عَن ذَلِك. كَمَا أَن الْمَجُوس تعبد النَّار، فَإِذا رأى أحدهم كَأَنَّهُ قد أوقد نَارا، أَو صرف عَنْهَا الْأَذَى، أَو سجد لَهَا: كَانَ ذَلِك عِنْدهم جيدا، وَفَائِدَة، وَعبادَة. وَكَذَلِكَ عباد الشَّمْس إِذا رأوها: فِي صفة حَسَنَة.

1 / 154