Qawāʿid fī al-sulūk ilā Allāh taʿālā
قواعد في السلوك الى الله تعالى
Genres
العبد عبودية الائتمار والاجتناب، لما أوجب فعله واجتنابه الملك الوهاب.
ثم مشهد: مدبر، قيوم. وذلك يقتضي من العبد ترك التديير والاختيار ، استسلاما وتفويضا، إلى الملك القهار.
ثم مشهد: الديانة، وهو مشهد الدين، فإنه مالك يوم الدين أي : يوم الجزاء، وذلك يقتضي من العبد الاستعداد للقاء الله عز وجل بالأعمال الصالحة، والمسارعة إليها، كما قال تعالى : (والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون) .
ثم مشهد: رقيب، عليم، فتستقيم بذلك الخواطر والسرائر عن الهمم الدنية، والأفكار المحظورة الردية، فكذلك عبوديتها في مقابلة هذا الوصف ، وإذا استقامت السرائر لزم من استقامتها استقامة الجوارح ، لأن الحركات الظاهرة إنما تصدر عن الخطرات الباطنة.
ثم مشهد : (ويبقي وجه ربك ذو الجلال والإكرام ) وذلك موجب لكمال المحبة والتعظيم، وظهور لواعج الأشواق إلى لقاء الحق عز وجل يوم التلاق، فهذا هو عبودية هذا الوصف، وفي الحديث : من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه .
ثم كان الله ولا شيء معه ، وهو مشهد الأزلية، فينكشف بذلك ظلام الوجود، ويطلع فجر التوحيد، فيذهب به من لم يكن، ويبقى من لم يزل، وهو أول السباحة في بحر التوحيد، فما ظنك بالتوغل فيه ?
Page 322