278

Qawāʿid fī al-sulūk ilā Allāh taʿālā

قواعد في السلوك الى الله تعالى

Genres

ا.لثاني : اللهج بذكره وصفته، والتعلق به وبكيفيته.

الثالث: التقمص بشريعته، ومتابعته فيما أمر به واستحبه من سنته، ومجانبة ما حرمه أو كرهه من مخالفة ربه.

فإذا حقق العبد ذلك، وتقمص به، واختلط بعروقه ومفاصله، واحتظى من نور النبوة حقائق غوامضه، وعرف المناسبة بينه وبين الرسل من قبله، ورأى أنوارهم من مشكاة واحدة بصفاء بصيرته؛ وجد الاتحاد بينه وبين نبيه صلى الله عليه وسلم اتحادا يجد ذوقه في بشريته، وخلعت عليه كسوة من ملابسه، وصار بين روحه وروحه اتصال يحس به في معاملته، وكذا بين روحه وأرواح الأنبياء؛ يجد نسبة نورانية، فيعرفهم من دائرته، ويزورهم بروحه من طاقته.

فهنالك يرجى أن تشتاق الروح إلى نصيب من قرب ربه، عالم سره وخفيته، فينظر إلى المعارف من مشكاة متبوعه ومعرفته، فيطالع ما وصف به متبوعه لربه في أسمائه وصفته، فيتوجه إلى ربه منها موقنا بها في ذوق فطرته، فيرجى أن ينكشف لقلبه ستور اللطائف؛ من مواهب المعارف، بمقتضى نسبته، وينظر إلى ربه من فوق عرشه وبريته بنظر الإيمان والإيقان، في أنوار الطاعة والإحسان، من أفق الغيوب والامتنان، منزها له عن حده وكيفيته، فهنالك لسان الحال يقول: بدا لك أمر طال عنك اكتتامه ولاح صباح كنت أنت ظلامه وأنت حجاب القلب عن سر غيبه ولولاك لم يطبع عليه ختامه وأيضا: ظهرت لمن أبقيت بعد فنائه وكان بلا كون لأنك كنته

Page 300