255

Qawaʿid fi al-suluk ila Al-lah taʿala

قواعد في السلوك الى الله تعالى

Genres

الأقوياء، أهل الصحو والتمكين، وقد يضعفون عن ذلك، فيستعينون بمولاهم، ويستعيذونه، فينصرهم.

وكذلك كل حال مشغل عن حقائق الصلاة، إذا كان العبد مطلوبا به في وقته، بحيث يفوت بفوات وقته؛ فقد يعذر المصلي إذا غاب قلبه عن حقائق الصلاة بما هو مطالب به في ذلك الحكم، ومضايق به لفوات وقته، فهذه قاعدة يعلم منها بطرق الذات والعرض إصابة الحق والصواب إن شاء الله تعالى.

ويجب على طالب صفاء الود مع رب العباد أن يقصد إصابة الحق والصواب، في الحب والبغض، على مقدار لا يتجاوز إلى الانحراف، فيخشى بذلك أن يسقط عن الوداد، ويخرج إلى دائرة الإبعاد.

وكذلك في معاشرة الإخوان في الله تعالى، يوفيهم حقوقهم، ويعطيهم نصيبا تاما من محبته، وصفاء وداده، وصدق ألفته، بميل القلب وظهور وصف المحبة والرحمة ، والإكرام والإعزاز على ما فيهم من قلة الاستعداد ، وغلظ الطباع، وبعد الأفهام؛ رحمة لهم، وتعطفا عليهم، فلا يملهم فيبعدهم عنه، لملالته وتبرمه لثقل طباعهم؛ فإن لهم حقا عليه، ولإرادتهم للحق حرمة، يجب محبتهم لأجلها، فينبغي أن يوزن فيصاب فيه الحق والصواب، ولا يخرج إلى الإفراط من امتلاء القلب بمحبتهم، وأنسه بمعاشرتهم، وسكون محبتهم في محل يسكن فيه النصيب الخالي، فذلك انحراف في الصحبة، وظلم يخرج به من إصابة الحق والصواب.

Page 277