Qawaʿid fi al-suluk ila Al-lah taʿala
قواعد في السلوك الى الله تعالى
Genres
Your recent searches will show up here
Qawaʿid fi al-suluk ila Al-lah taʿala
al-Wasiti, Ibn Sayh al-Hazzamiyyat, Ibn Sayh al-Hazzamin d. 711 / 1311قواعد في السلوك الى الله تعالى
Genres
[بسم الله الرحمن الرحيم] قد يقع الغلط لبعض الناس في ذلك، وذلك أن العابد لله عز وجل بذكر، أو صلاة أو تلاوة، أو تفكر بلا شهود: يلحقه الملال والفتور، ويجد زيادته في وجود همته ونشاطه، ومتى فترت همته مل العبادة، وسئم.
وصاحب الشهود يعبد الله عز وجل بما تراه بصيرته من عظمته وجلاله وكبريائه واعتلائه، وجماله وكماله الملازم لذاته ، فيكون ذكر القلب والروح هو ما بدا عليهما من ذلك، حتى يغيب المشاهد في عبادته لربه عما يعرفه ويشاهده من نصيبه من معرفة صفات ربه ، وتصير عبادته لربه ذكره له بما اتصف به من الصفات التي يستحقها من العظمة والجلال والجمال والكبرياء والحمد والثناء، والقدس، والسلامة والفضل والجود، مما استأثر الله بعلمه من صفاته عن جميع خلقه.
فيكون المشاهد أولا يعبد ربه بما يراه ببصيرته من معارف ربه، ثم يترقى إلى عبادة ربه بما لا يطلع عليه غيره سبحانه ، من عظمة شأنه وباهر جلاله، فيكون عجزه عن تعظيم ربه بما يعلمه، ورجوعه إلى التعظيم القائم بكمال جلال ذات الحق عز وجل ، هو غاية العلم منه بالله، كما جاء عن الصديق: سبحان من لم يجعل للخلق طريقا إلى
Page 258