233

Qawaʿid fi al-suluk ila Al-lah taʿala

قواعد في السلوك الى الله تعالى

Genres

هذا إذا غلب الحال وتصرف في صاحبه؛ فإن قوي صاحبه حتى تصرف فيه واستعمله في وجوهه، وادخر لله، وصحب لله، وأقام في المكان الذي يقيمه الله فيه، مع قيام حكم التجريد على باطنه، فهذا أتم إن شاء الله تعالى وأكمل.

واعلم أنه كما كان المشهد الروحي على قسم من أقسام ذلك الطرف، فحال التجريد على ما تقرب به العبد في طريق المحبة إلى مولاه، فإنه ترك كل شيء سواه، والتجريد عن غيره.

إذا أردت أن تعرف ذلك ، فانظر إلى رجل يتقرب إلى الله عز وجل بلسانه ، إلى رجل يتقرب إلى الله بنفي خواطره ، إلى رجل يتقرب إلى مولاه بإرادته وطلبه ، إلى رجل يتقرب إلى الله بالتجريد عما سواه، والفقر من غيره، وهذا إنما يكون سببه قوة طوالع الأنس وبالتحقق بالوجدان والقرب، والكمال أن يتقرب بجميع ذلك في حال التجريد.

فقد عرفت بهذه القاعدة معالي الأمور من ذلك الطرف، ومن هذا الطرف، وبالله التوفيق، وهو أعلم.

تتمة لهذه القاعدة

[بسم الله الرحمن الرحيم] من فتح الله تعالى على قلبه بحال التجريد ارتفعت همته عن الذات، وغالبا لا تؤثر فيه الأمور المفنية لصعوده عن مناسبتها، وتجريده عن موادها الجالبة لها، إما قبل حال التجريد في حال الإرادة

Page 255