187

Qawaʿid fi al-suluk ila Al-lah taʿala

قواعد في السلوك الى الله تعالى

Genres

قاعدة يعرف العبد فيها نصيبه من ربه ويعده من حظوظ نفسه

[بسم الله الرحمن الرحيم] الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى، وصلواته على أشرف الورى محمد وآله نجوم الهدى.

من أراد الله أن يقطعه إليه ويصطنعه بمرتبة يوقفه فيها بين يديه، يجر رقه أولا عن رق النفوس، ويدخله في رقه، ويوقفه للقيام بأحكام عبوديته ووظائف حقه، فمن استولت عليه مطالب النفوس ومآربها فهو عبد لها، وإن كان يعبد الله بظاهر جسمه وصورته.

وأغلب الخلائق لا يخلون من شوب ما من عبودية النفوس والنادر منهم من رقها إلى رق الله تعالى وعبوديته، فإنه بالناظر عبد نفسه وشهوته.

فإذا أعان الله تعالى وأراد بعبد مقاما من مقامات العبودية؛ فطمه عن مراد نفسه الحظوظي إلى مراد ربه الشرعي، ويكشف لقلبه عن عبادته له عن اسم من أسمائه أو صفة من صفاته، فيعبد الله تعالى بواسطة معرفته له بذلك الاسم أو الصفة ، ثم لا يطيع نفسه في حظوظها ومرادها إلا ما كان موافقا لمراد ربه عز وجل.

Page 209