111

Qatf Thamar

قطف الثمر في بيان عقيدة أهل الأثر

Publisher

وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢١هـ

Publisher Location

المملكة العربية السعودية

واختلف (١) أهل العلم هل رأى ﷺ ربه ﷿ أم لا؟ فذهب إلى كل وجهة ذاهب من الصحابة والتابعين وأتباعهم، وأهل الحديث والفقه والتاريخ. والراجح الرؤية، وبه قال الإمام أحمد (٢) وروي مأثورًا والحديث الذي جاء فيها على ظاهره (٣)

(١) انظر لبيان هذا الاختلاف: شرح عقيدة الطحاوية (ص ٢٤٨) و" زاد المعاد " (٥ / ٣٧) و" فتح الباري " (٨ / ٦٠٧ - ٦٠٩) و" السنّة " لللالكائي (٣ / ٥١٢) و" لوامع الأنوار " (٢ / ٢٥٠) وغيرها. وقال شارح الطحاوية (ص ٢٤٨ - ٢٤٩): ". . . الصحيح أنه رآه بقلبه ولم يره بعين رأسه، وقوله: مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى [النجم: ١١]، وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى [النجم: ١٣]، صح عن النبي ﷺ أن هذا المرئي جبرائيل رآه مرتين على صورته التي خُلِق عليها، وأما قوله تعالى في سورة النجم: ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى فهو غير الدنوّ والتدلي المذكورين في قصة الإسراء، فإن الذي في سورة النجم هو دنو جبريل وتدليه كما قالت عائشة وابن مسعود ﵄ فإنه قال: عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى [النجم: ٥ - ٨]، فالضمائر كلها راجعة إلى هذا المعلم الشديد القُوى. (٢) ذكر ابن القيم ﵀ في " زاد المعاد " (٥ / ٣٧) قوله ﷺ: " رأيت ربي ﵎ " - رواه أحمد (١ / ٣٦٨ و٢٨٥) وابن أبي عاصم (٤٣٣) وغيرهما وهو حديث صحيح كما في " ظلال الجنة " ولكنه قال: مختصر من حديث الرؤيا -: " إن هذا لم يكن في الإسراء ولكن كان في المدينة لما احتبس عنهم في صلاة الصبح ثم أخبرهم عن رؤيته تلك الليلة في منامه، وعلى هذا بنى الإمام أحمد وقال: نعم رآه حقا فإن رؤيا الأنبياء حق ولا بد ولم يقل أحمد ﵀ أنه رآه بعيني رأسه يقظة. ومن حكي ذلك عنه فقد وهم عليه ولكن قال مرة رآه ومرة قال رآه بفؤاده فحكيت عنه روايتان. وحكيت عنه الثالثة من تصرف بعض أصحابه أنه رآه بعيني رأسه وهذه نصوص أحمد موجودة ليس فيها ذلك " انتهى. قلت: والرواية التي أشار لها المؤلف عن أحمد رواها الخلال في كتاب " السنّة " كما في " فتح الباري " (٨ / ٦٠٨ - ٦٠٩) عن المروزي " قلت لأحمد إنهم يقولون إن عائشة قالت: من زعم أن محمدا رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية، فبأي شيء يدفع قولها؟ قال: بقول النبي ﷺ رأيت ربي، قول النبي ﷺ أكبر من قولها ". (٣) انظر التعليق السابق.

1 / 118