فمالكم أنتم تتصدون للمحافظة عليه وحدكم؟ كيف تعرفون أن أحكامكم على الناس هي الصادقة؟ وكيف تثقون أن تفسيركم أنتم لآيات الله هو التفسير الحق؟ الدين للديان يا عبد العاطي. - هذا فراق ما بيني وبينك! أنت كافر. - مع السلامة يا عبد العاطي، مع السلامة يا أخي، دعني أعيش يا أخي، مع السلامة.
ومشى عبد العاطي مغضبا دون أن يرد تحية أخيه سابقا، وأكمل سيد طريقه إلى بيت وصفي باشا.
وحين أذن له الباشا بمقابلته قال له: ستذهب غدا إلى سكرتير وزير المعارف، وستجد طلبك عنده مؤشرا عليه بالتعيين. - أطال الله عمرك يا سعادة الباشا. - في هذه المرة استطعت أن أنقذك، في المرة القادمة لن أحاول. - أطال الله عمرك يا ...
ولم يكمل، فقد دق جرس التليفون، وسمع الباشا يقول في جزع: ماذا يا هناء؟
ثم سمعه يقول: متى؟
ثم وضع الباشا السماعة وهو يقول: «لا حول ولا قوة بالله ...»
ولم يستطع سيد صمتا، فقال للباشا دون وعي: خير يا سعادة الباشا؟
فقال الباشا في ذهول: هذه آخرة لعب العيال، لقد قبض على أحمد بتهمة الشيوعية، ماذا نفعل الآن؟ الأمر في يد النيابة، ربنا يلطف بأمه.
وثبت سيد في مكانه دهشا قانطا ألما، لم يستطع إلا أن يقول في حسرة وذهول: أحمد بك.
الفصل الثامن والعشرون
Unknown page