وأجاب فوزي في اقتضاب : نعم.
وقبل أن تسأله هناء كيف تعلمت، قال هو في نغمة ساخرة بعض الشيء: طبعا لم تكن عندي سيارة، ولكني تعلمت كيف أسوق بسيارة أخيك أحمد.
وسكتت هناء، ولكن السائق لم يصدع بأمر فوزي، فما تعود أن يتلقى منه أوامر، ورأت هناء تردد السائق، فسارعت تقول: اذهب أنت إلى بيتك يا أسطى عبده.
وصدع السائق بالأمر فور سماعه، وانتقل فوزي إلى مقعد القيادة، وانتقلت هناء إلى جانبه، وأحس فوزي بتردد السائق، ولكنه أغفل أمره، فقد ذكره اسم أحمد بأن يسأل هناء: وحتى أحمد غير موافق على زواجنا؟
وقالت هناء في استسلام: وما يهمك أنت إن كان يوافق أو لا يوافق، ما دمت أنا موافقة، وما دمنا قد تزوجنا فعلا؟
وقال فوزي في غير اكتراث: على رأيك.
ثم قال: إنني معد لك مفاجأة هائلة. - خير؟ - وكيف تكون مفاجأة إذن؟ - ومتى أراها؟ - نحن في طريقنا إليها.
وصمتت هناء، واتخذت السيارة طريقها إلى الزمالك، وأمام عمارة فاخرة ضخمة، أوقف فوزي السيارة وقال لها: انزلي.
ونزلت هناء، وقد حزرت ما هي مقدمة عليه، ولكنها لم تشأ أن تصدق حدسها، فإن العمارة التي يدخلانها باذخة الفخامة، لا تتناسب إطلاقا مع ما كانت تهيئ نفسها له من بيت متواضع يتفق وقلة المال عند فوزي!
ولم يكن ثمة مجال لكثير من التفكير، فقد وجدت نفسها في مصعد أنيق، ثم وجدت نفسها أمام باب شقة يفتحه فوزي بمفتاح معه، ثم وجدته يلتفت إليها قائلا: هيه ... أتريدين أن أحملك كما يفعل الغربيون؟
Unknown page