============================================================
وأما من نفى المعرفة بالله عن جميع العالم وصرفهم في ذلك فهي من طريق عدم الإحاطة بمعرفة حقيقة ذاته وصفاته على ما هو به من كنه ماهيته، إذ بضرورة العقل يعلم عدم إحاطة معرفة المحدث المقيد بكمال وجود المطلق القديم الأحد، لأنه من إحاطة المفعول بفاعله، وهو محال عقلا. وقوله تعالى: ولا يحيطون بشيومن علمه إلا بما شاء} ([سورة البقرة: 255) وقوله: ولا يحيطون به علما} وقوله: وما قدروا الله حق قدره} معناه ما عرفوه حق معرفته. قال له : "لو عرفتم الله حق معرفته لمشيتم على البحار ولزالت بدعايكم الجبال" وقال عليه السلام: "لو عرقتم الله حق معرفته لعلمتم العلم الذي ليس بعده جهل، وما بلغ ذلك أحد" قالوا: ولا أنت يارسول الله؟ قال : " ولا أنا" . قالوا ما كنا نرى الرسل عليهم السلام تقصر عن ذلك. والله أعز شأنا وأعظم سلطانا أن ينال أحد أمره كله. وهذه المعرفة محال في حق الخلق، واجبة في حق الله تعالى، لأنه جل وعلا علم
Page 135