============================================================
الله الاسم المجرد الذي هو ذاكره. فإن ذكر صفة الألوهية لا يقدر أحد أن يتصف بشيء منها، ولا يستقيم ثباتا أن يتلقاه نفسسا يصدر عنها، فصار ذاكره بين الخلق كما قال تعالى: { فلا أنساب بينهم يومعذ ولأ يتساءلون} وكان في باطنه كالميت الفاني لسكون ذاته وصفاته، وسكونه عن مألوفاته وعاداته، وخضوع جوارحه وهمود فؤاده وخشوعه. كما قال الله تعالى: إنا سلقي عليك قولا تقيلا (} (سورة المزمل] وقال تعالى: وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج (ى } (سورة الحج] واما الحالة الثانية من الحياة والبقاء: فإنه إذا تحقق ذاكر هذا الاسم فيه وثبت عليه وألفه امتحت منه رسومه وأوصافه، ال و نفخ فيه روح الرضا بعد موت اختياراته وإراداته، وفتى عن حظوظ عاداته وشهواته، وخرج عن مذموم صفاته، وانتقل من حالة الوله والفناء إلى حالة الحياة والبقاء، وكانت له هيبة وسطوة في الموجودات وخافه وعظمه وذل له وتبرك به كل شيء من المحدثات.
Page 111