============================================================
القانسون علم التصوف وهو فقه أيضا، غير أن النقيه اهتمامه بالأحكام الشرعية الظاهرة، من حيث سقوط الحرج والسنم، وحصول الأجر، وانضباط أمر العاش والصوفي اهتمامه بالأحكام الشرعية الظاهرة والباطنة، من حيث طلب الكمال، واقامة العبودية لحسق الربوبية. ولم يظهر هذا الاسم إلا بعد مضي الصدر الأول، فإن الصحابة رضوان الله عليهم، كانوا على بصيرة من أمرهم، ويقين من ربهم، وثبات في دينهم، ولم يكن شيء أشرف من وصف الصحبة لهم، فوصنوا به، ثم التابعون كذلك على أثرهم.
فلما ذهب المشاهدون لنور النبوءة، والمشاهدون لن شاهده، كرت الدنيا علسى الناس بزخارفها، وأجلب عليهم الشيطان بخيله ورجله1، فداخلت القلوب الشهوات والغفلات، وكثرت الهفوات والرعونات2، فانفرد اقوام أحياد الله قلوبهم بنور الإيمان، وعصمهم من الدنيا والشيطان، بالدؤوب على سنن النبي ل وستن أصحابه من المحافظة على التقوى، ومداومة الدعوى4 وترك الرغوى5، والاعراض عن الدنيا، وطلب رضا المولى، وهم الصوفية.
سموا به إما نسبة إلى الصوف، وهو زيهم غالبا، آثروه تواضعا وتقللا من الدنيا، 52 واتباعا للسلف، أو إلى / الصوفة الملقاة في الطريق، لأنهم يوثرون التواضع والذلة وسقوط 1- تضمين لقوله تعالى: (واستفزز من استطغت منهم يصوتك وآجخلب عليهم بختلك ورجلك) الاسرا: 64.
3- الرعونة هي الوقوف مع حظوظ النفس ومقتضى طباعها. التعريفات: 111.
ورد في دو ح: آحى: 9 ورد في ح: الرعوى: ك من رعا: رغوا ورغوة ورغوة: رحع عن حهله وحسن رجوعه عنه.
Page 198