============================================================
القانسون وعن أبي حنيفة قال: "حججت مع آبي، فإذا شيخ قد اجتمع عليه النساس، فقلت لأبي: من هذا الشيخ؟ فقال لي: رجل من أصحاب الثبي ل يقال له عبد الله بن الحارث بن جزء، قلت: فأي شيء عنده؟ قال: أحاديث سمعها من رسول الله ، فقلت: قدمني 176 اليه حتى أسمع منه، فقدمني إليه فسمعته يقول: قال رسول الله : / (من تفقه في دين لله كفاها لله همه، ورزقه من حيث لا يحتسب)1.
وروي عن يحيى بن يحيى أنه قال: "أول ما حدثني مالك يوم لقيته، قال: ما اسمك؟ فقلت: يحيى، وكنت أخدث أصحابي سنا ، فقال: يا يحيي الله الله عليك بالجد في هذا الأمر، وسأثبئك بحديث إن شاء الله: قدم إلينا غلام ، فأقبل على طلب العلم معثا عند ربيعة، واجتهد ثم نزل به الموت، وهو طالب لهذا الأمر فرأيت جميع علمائنا قد ازدحموا على نعشه، فنظر الأمير إليهم فأمسك عنه وقال: قدموا من شئتم للصلاة عليه، فقدموا ربيمة، فصلى عليه وألحده في قبره، هو وزيد بن أسلم.
فبعد ثلاث رآه رجل من خيار بلدنا، في أحسن صورة، فلام أمرد عليه بياض، متعمم بعمامة خضراء، وتحته فرس أشهب نازلا من السماء، فسلم عليه وقال: هذا ما بلغني إليه العلم، فقال الرجل: ما الذي بلغك إليه العلم؟ قال: أعطاني الله عز وجل بكل حباب2 تعلمته درجة في الجنة، فلم تبلغ بي الدرجات إلى درجة أهل العلم، فقال الله عز وجل: زيدوا لورثة اثبيائي، فقد حتمت على نفسي، آنه من مات وهو عالم بسنتي وسنة أنبيائي، أو طالب لذلك، أن أجمعهم في درجة واحدة، وأعطاني ربي حتى بلغت درجة أهل العلم، فليس بيني وبين رسول الله إلا درجة واحدة هو فيها جالس، 1- إسناده ضعيف. أحرحه الخطيب في التاريخ/32:3. والمغني عن حمل الأسفارا1: 35-33.
2_ سقطت من ح.
Page 416