279

============================================================

القالون الفصل الثالث: في ذكر آدابه مع شيخه وهي أمور الأول: أن يتحرى الصالح للمشيخة، بأن لا يأخذ العلم والأدب، إلا ممن هو أهل لأن يؤخذ عنه، ويعرف ذلك إما بالنظر إن كانت له يد في العلم في الجملة، واما بتقليد العارفين سؤالا واستخبارا، فيأخذ عن المحقق الثقة، ويتحرى أهل الدين المتأدبين، ومن جعل الله الفتح للعباد على يديه، رجاء أن يأخذ العلم وأدبه والعمل به، فإثه لا خير في علم بلا عمل، ولا في نيادة علم مع نقصان أدب، وقد قال بعض السلف: "هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم".

وليحذر ممن فيه نزعة بدعة، أو سوء اعتقاد، لئلا يسري ذلك إليسه فيهلك مع الهالكين، أو تورط في أودية الدنيا وصحبة الظلمة، مخافة أن ينجر بذلك إليها، وليحذر أن يتقيد بالمشاهير وذوي الجاه، ويعرض عن أهل الخمول، إن كانت فيهم أهلية، بل يتيع أهل الحق والتحقيق، ولا يستنكف كيفما كانوا، إذ "العلم ضالة المومن" ، لا يستنكف أن ياخذها من يد من وجدها بيده رفيعا أو وضيعا، وليأخذ عمن أخذ العلم عن أهله، وتأدب بالمتاديين ولا يأخذ عن صحفي، وهو من أخذ العلم من بطون الأوراق فقط، ويروى عن الإمام الشافعي كلله: "من تفقه من بطون الكتب، ضيع الأحكام". وقال أبو عمرو الداني) رحمه الله: ولا حروف الذكر عن كتبيي والعلم لا تأخذه عن صحفي 155 وقال الآخر: ولا حروف الذكر عن كتبي والعلم لا تأخذه عن صحفي اخا فهم لادراك العلوم يظن الغمر أن الكتب تهدي - عثمان بن سعيد القرطي (ت: 44هه)، الامام في علوم القرآن، المقرى الحاب الدعوة. له معرفة بالحديث وعلومه، والفقه ودقائته. شحرة النور: 115.

Page 381