Qamus Voltaire Falsafi

Yusuf Nabil d. 1450 AH
71

Qamus Voltaire Falsafi

قاموس فولتير الفلسفي

Genres

عما إن كان هناك أي شيء حقيقي في الميتافيزيقا والتاريخ والفلسفة الأخلاقية.

عما إن كان الذوق تعسفيا، وإن كان هناك حقا ذوق جيد وذوق سيئ ... إلخ.

لحسم كل هذه المسائل فورا، خذ مثالا من الأكثر تطرفا في كل منها؛ قارن بين الطرفين المتناقضين، وستكتشف على الفور أيهما حقيقي.

ترغب في أن تعرف ما إن كانت القيادة تستطيع أن تحسم نجاح الحرب بلا شائبة؛ انظر إلى أكثر الأمثلة تطرفا، وأكثر المواقف تناقضا التي تنتصر فيها القيادة بمفردها بلا شائبة. يجبر جيش العدو على المرور عبر ممر جبلي عميق؛ يعرف قائدك؛ يقوم بزحف اضطراري، ويستولي على المرتفعات، ويحبس العدو في الممر؛ فلا يصبح أمامهم إلا أن يموتوا أو يستسلموا. في ذلك المثال المتطرف لا يمكن للحظ أن يكون لديه أي دور في ذلك النصر؛ ومن ثم فمن الواضح أن المهارة يمكنها أن تحسم نجاح الحملة؛ ومن هذا فقط يثبت أن الحرب فن.

الآن، تخيل موقفا متقدما لكنه أقل حسما؛ النجاح ليس أكيدا إلى هذا الحد، لكنه مرجح دوما. تصل هكذا، خطوة خطوة ، إلى تكافؤ كامل بين الجيشين. ما الذي سيحسم حينئذ؟ الحظ؛ بمعنى: أي حدث لا يمكن التنبؤ به، قائد عام يقتل وهو في طريقه لتنفيذ أمر مهم، كتيبة تزعزعها شائعة كاذبة، حالة هلع، وألف حالة أخرى لا يمكن علاجها بالفطنة. لكن يبقى مع ذلك بالتأكيد أن هناك فنا؛ أي قيادة.

يجب أن يقال مثل هذا عن الطب، وعن فن إجراء العمليات على الرأس واليد لتعود الحياة لإنسان أوشك أن يفقدها.

أول إنسان أنزف شخصا يعاني من نوبة سكتة وطهر جرحه في اللحظة المناسبة؛ أول من فكر في إقحام مشرط في المثانة كي يخرج حصوة ويغلق الجرح مرة أخرى؛ أول من علم كيف يمكن أن يوقف الغنغرينا في جزء من الجسم، كانوا بلا شك أشخاصا مقدسين تقريبا، ولم يكونوا يشبهون أطباء موليير.

انزل من هذا المثال الواضح إلى تجارب أقل إدهاشا وأكثر التباسا، تشاهد الحميات، وأسقاما من كل نوع تعالج دون أن يثبت جيدا ما إن كان الذي عالجها هو الطبيعة أم الطبيب؛ ترى أمراضا لا يمكن التكهن بعواقبها؛ ينخدع عشرون طبيبا؛ والأذكى بينهم ذو العين الوثقى يخمن طبيعة المرض. لذلك هناك فن؛ والإنسان المتميز يعرف مدى دقة هذا الفن. هكذا خمن البيروني أن رجلا من البلاط قد ابتلع عظمة مدببة سببت له قرحة، وجعلته مهددا بالموت؛ وهكذا خمن بورهاف سبب المرض على أنه غير معروف مثلما لا نعرف سببا لقسوة كونت فاسينار. لذلك هناك حقا فن طب؛ ولكن في كل الفنون يوجد رجال يشبهون فيرجيل ومايفيوس.

في التشريع، خذ مثالا واضحا، يتحدث فيه القانون بوضوح؛ ورقة مصرفية حسنة الإعداد ومقبولة؛ الذين قبلوها يجب أن يحكم عليهم بدفعها في كل بلد. لذلك يوجد تشريع مفيد، مع أنه في ألف حالة أخرى يكون القضاة متعسفين، لسوء حظ الجنس البشري؛ لأن القوانين تسن بشكل سيئ.

أترغب في أن تعرف ما إن كان الأدب يفيد أمة ما؟ قارن بين هذين النموذجين المتطرفين؛ شيشرون وشخص عنيد جهول. انظر هل تسببت بليني أم أتيلا في سقوط روما .

Unknown page