129

Qamus Voltaire Falsafi

قاموس فولتير الفلسفي

Genres

لا أعتقد أن الشاعر الإنجليزي حاكى أكثر من مائتي بيت من أبيات يسوعي كولونيا، وأجرؤ على القول إنه حاكى فقط ما كان يستحق أن يحاكى. هذه الأبيات الشعرية المائتان بارعة الجمال، وكذلك أبيات ملتون، وباستثناء هذه الأبيات المائتين فإن قصيدة ماسينيوس كلها لا تساوي شيئا على الإطلاق.

أخذ موليير مشهدين كاملين من كوميديا «المتفلسف الألعوبة» السخيفة لسيرانو دي برجراك. وقال بينما كان يمزح مع أصدقائه: «هذان المشهدان جيدان، ينتسبان إليه شرعا؛ أنا أسترد ملكيتي.» بعد ذلك، كان من شأن أي شخص يتعامل مع مؤلف «طرطوف» و«عدو الإنسان» على أنه منتحل أن يلقى استهجانا كبيرا.

أكيد أن ملتون في قصيدته «الفردوس المفقود» طار بأجنحته في محاكاته، ولا بد من الاتفاق على أنه إن كان استعار الكثير من السمات من جروتيوس ومن يسوعي كولونيا، فقد ذابت في وفرة الأشياء الأصيلة التي تخصه. في إنجلترا، يعد ملتون شاعرا عظيما للغاية على الدوام.

صحيح أنه كان ينبغي عليه أن يقر بأنه ترجم مائتي بيت من أبيات اليسوعي، ولكن في عصره، وفي مجلس تشارلز الثاني، لم يزعج الناس أنفسهم باليسوعي ولا بملتون ولا «الفردوس المفقود»، ولا «الفردوس المسترد»، فكل تلك الأشياء كانت إما موضعا للسخرية أو غير معروفة.

المحمديون

أقولها لكم مرة أخرى: أيها الحمقى المتخفلون عقليا الذين جعلكم بعض الجهلة الآخرين تصدقون أن الدين المحمدي شهواني وحسي، ما من كلمة صدق في ذلك؛ وإنما خدعتم في هذا الشأن كما خدعتم في كثير غيره.

أيها الكهنة والرهبان والقساوسة، لو فرض قانون عليكم بألا تأكلوا أو تشربوا شيئا من الرابعة صباحا حتى العاشرة مساء أثناء شهر يوليو إذ يهل الصوم الكبير في هذه الفترة، ولو أنكم منعتم من المقامرة خشية اللعنة، ولو حرمت عليكم الخمر تحت التهديد نفسه، ولو كان عليكم أن تحجوا في الصحراء المحرقة، ولو فرض عليكم أن تعطوا على الأقل اثنين ونصفا بالمائة من دخلكم للفقراء، ولو اعتدتم على الاستمتاع بثماني عشرة امرأة وخفض العدد فجأة إلى أربع؛ فهل ستجرءون على أن تدعوا تلك الديانة حسية؟

يتمتع المسيحيون اللاتينيون بميزات كثيرة جدا على المسلمين، ولا أعني فيما يخص الحرب، ولكن فيما يخص العقائد. كون أن المسيحيين اليونانيين هزموهم هزائم كبيرة مؤخرا من عام 1769م حتى عام 1773م، لا يبرر إطلاق العنان لانتقادات ظالمة للإسلام.

حاولوا استرداد كل ما اغتصبه منكم المحمديون، لكن الأسهل أن تفتروا عليهم.

أكره الافتراء جدا إلى حد أنني لا أريد حتى أن ألصق الغباء بالأتراك، مع أني أبغضهم لأنهم طغاة على النساء، وأعداء للفنون.

Unknown page