230

Qāmūs al-ʿādāt waʾl-taqālīd waʾl-taʿābīr al-Miṣriyya

قاموس العادات والتقاليد والتعابير المصرية

Genres

وإذا نظرت إلى بيوت المصريين القدماء رأيت الحريم منفصلا عن مواضع الرجال، لما يعتقدونه في الإسلام من الحجاب، ورأيت الناس يعملون رغبة في الجنة وخوفا من النار، ومن ناحية أخرى ترى الاعتقاد في الجن وتأثيرهم، وفي الذكر وفي الأولياء، ولا يعملون عملا إلا إذا قالوا إن شاء الله، ولا يخرجون من عمل حسن إلا إذا قالوا الحمد لله، ثم هم يعتقدون كثيرا في القضاء والقدر، ويؤثر ذلك في عدم التطلع لما هو آت وعدم الحزن على ما فات.

ويعتقدون في البعث ويوم الحساب، وكثيرا ممن يأتون بالفضائل كالصدق والصبر والكرم والشجاعة يعتمدون فيها على الدين، ومنهم من تدين حتى ترى الدين في كل حركاته، وحتى من تربوا في المدارس الأجنبية دعاهم اختلاطهم بالنصارى إلى التمسك بالدين، فالإسلام يتغلغل في أعماق نفسه ولو لم يؤد شعائره ظاهرا، وقد ظن بعض الآخذين بالظواهر من الأجانب تنصير من تفرنج من المسلمين ثم خاب فألهم، ثم هم كانوا يعاملون الأرقاء معاملة حسنة امتثالا للدين، ويعاملون الحيوانات معاملة حسنة امتثالا للدين، وليس الإسلام دين تبشير، ومع ذلك يدخل فيه الوثنيون أفواجا لبساطته واعتماده على كلمتين: «لا إله إلا الله، محمد رسول الله» ولكن لمخالطة المسلمين لأمم أخرى كالأقباط واليهود أخذوا عنهم بعض التقاليد وأعطوهم البعض الآخر، وعلى العموم يكاد الإسلام يتغلغل في الحياة المصرية إلى حد كبير.

وقل أن ترى من بعضهم عملا إلا والإسلام عنده باعثه والمطالب به، وكذلك إذا تجنبوا عملا فالإسلام هو الباعث على تجنبه والكف عنه.

الديون عليه اتلتلت:

أي تكاثرت.

حرف الذال

الذقن:

تنتج بعض أشجار اللبخ شيئا أصفر أشبه بالقطن المندوف، له رائحة خفيفة طيبة، ومن ظرف المصريين أنهم يسمونه ذقن الباشا، كأن منظره يذكرهم بالباشا العظيم الترف إذا كان له ذقن بيضاء.

وقد يتجمع الأطفال حولها للهو واللعب، ومن الأمثال المشهورة في الذقن «واحد شايل دقنه والتاني تعبان ليه» يضربونه مثلا لمن يحمل هما لآخر وليس له شأن فيه، ومن أمثالهم أيضا «إردب ما هو لك ما تحضر كيله، تتغير دقنك ولا ينوبك إلا شيله»، وكلا المثلين يحرض على اهتمام المرء بنفسه دون تدخل في شئون غيره، جريا على القاعدة السخيفة التي تبنى عليها معاملتهم، ويفسرها قولهم دائما في كل شيء: وأنا مالي.

ذمة:

Unknown page