201

Qamus Cadat Wa Taqalid Wa Tacabir Misriyya

قاموس العادات والتقاليد والتعابير المصرية

Genres

وأم العريس تجري فرحانه ... إلخ وقد اتخذت الحماة موضوعا للتنكيت على الألسنة.

الحمار:

الحمار من أحسن وسائل النقل قبل اختراع الأتومبيلات، وكان يركبه الناس كثيرا في التنقلات، وخصوصا النساء، فكان يصنع لهن بردعة خاصة مريحة ويستحضر لهن كراسي للصعود منها على الحمار، وكان في القاهرة لوحات زرقاء في أنحاء مختلفة كتب على كل واحدة منها (موقف ستة حمير)، واشتهر الحمارون بالنكت والظرف لاستعمالهم الحشيش، كما يستعمل الحمار عادة في حمل السماد في الغيط ونقل المحصول، وقل من لم يكن عنده حمار أو حمير.

ويستعمل الحمار المصريون في السب والشتائم دليلا على البلادة، وهو سب للحمار ظالم؛ لأنه صبور على الشدائد، وفي هذا المعنى الجيد لقب آخر خلفاء بني أمية بمروان الحمار؛ لأنه كان جلدا صبورا على احتمال الشدائد.

حمارتك العرجة تغنيك عن سؤال اللئيم.

حمام:

الحمام طائر معروف، وقد كان كثيرا في الديار المصرية ولكنه قل اليوم، فقد كان أغلب القرى لا تخلو من أبراج تصنع مخصوصا للحمام، فكنت ترى في القرية عشرين برجا أو ثلاثين، وتكون الأبراج مرتفعة من سبعة أمتار إلى عشرة، تبنى أولا مربعة بالطوب الأحمر، كل ضلع منها نحو أربعة أمتار، فإذا علوا قليلا أبدلوا الطوب بقواديس الساقية، ويجعلونها من الفخار صفوفا صفوفا، ويجعلون فمها من الداخل، ويصنعون حول الصفوف من الخارج عيونا بارزة، لكي يقف عليها الحمام، ويضعون أيضا ألواحا من الخشب عريضة يستريح عليها، ويأتي الحمام من البرية ويقف على تلك الأبراج أو العيدان، والقواديس تصلح لتعشيشه، فيتخذ له منها عشا ليبيض فيه، ومتى اعتادها لا يفارقها، ولا تمضي أشهر إلا وقد كثر في البرج البيض، ومن عادة الحمام أن يبيض ويفرخ ويكون صالحا للذبح في شهر تقريبا.

وقد يكون في البرج نحو ألف زوج، وربما ولد هذا العدد خمسمائة بيضة؛ فيكون مصدر ربح كبير للتجارة فيه، وبعضهم يعتقد أن الجان تسكن بيوت الحمام.

وهم يصفونه للضعاف الناقهين من المرض، وفي الإنجيل: «كونوا حكماء كالحيات وبسطاء كالحمام»، والحمام معروف بالحب والغزل، فإذا غاب أحد الرفيقين عن الآخر حزن عليه حزنا شديدا، وقد قالت العرب والمصريون في ذلك أشعارا كثيرا وزجلا كثيرا، وفي التاريخ كان لنوع من الحمام شأن كبير، وهو حمام الزاجل، لإرسال المراسلات، قبل الوابورات والطائرات، وحمامة نوح التي أرسلها لتستكشف الأرض مشهورة معروفة، فقد أرسل الغراب أولا فلم يرجع، فعرف أنه لا يصلح لهذا الغرض، فأرسل الحمام فرجعت وفي فمها ورقة زيتون.

وقد أخبر بعض الناس أنهم راقبوا الحمام فوجدوا أن الزوجين لا يخون أحدهما الآخر إلا نادرا، وحكى بعضهم أنه رأى أنثى حمامة خانت زوجها، فرآها الزوج بغتة فما زال ينقرهما حتى أماتهما، ثم خرج هائما وغاب يومين ورجع بأنثى جديدة.

Unknown page