191

Qamus Cadat Wa Taqalid Wa Tacabir Misriyya

قاموس العادات والتقاليد والتعابير المصرية

Genres

وقال بعضهم: «شر سكر سكر الحشيش.»

وقال المقريري: «ما بلي الناس بأفسد من هذه الشجرة لأخلاقهم.»

وقال بعضهم: إذا اعتدتها وجدتها تورث السفالة والرذيلة.

والفقراء يستعملونه على طرق شتى: فمنهم من يطبخ الورق طبخا بليغا، ويدعكه دعكا جيدا باليد، حتى يتعجن، ويعمل منه أقراصا، ومنه من يجففه قليلا، ثم يحمصه ويفركه باليد، ويخلط به قليلا من السمسم المقشور والسكر، ثم يسفه ويطيل مضغه، ومنهم - وهم الأكثر - من يدخنونه في الجوزة أو في السجاير باسم حسن كيف.

وبعض الأمراء كان يعاقب عليه بقلع الأضراس، وكان يزرع في القاهرة في أرض الطبالة، وباب اللوق، وحكر بولاق ثم منعت الحكومة زرعه في مصر، فكان يزرع في سفوح الجبال، وهو الآن أكثر ما يجلب من لبنان وما حولها.

وقد انتشر هذا الكيف فوقع فيه بعض الأغنياء وبعض الفقراء وبعض الموظفين، ولما اعتاده بعض الأغنياء أقاموا له صالونات فخمة وانتشر في مصر انتشارا كبيرا، وتحايلوا على تهريبه، واشتهر متعاطوه بالنكتة والخيال البارع، ونسبت إليهم كثير من القصص اللطيفة، وحل المشاكل العويصة، وقال من يتعاطها ويتعاطى الخمر معا: «إن الحشيش يجبن والخمر تشجع.» وهذا طبيعي؛ لأن الحشيش يخدر الأعصاب ويضعفها، والخمر تنشط الدورة الدموية وتهيجها، وقال واحد من هؤلاء: إنه إذا أراد مقابلة الحكام شرب الخمر؛ لأنها تدفع عنه الخوف، وإذا أراد الاتصال الجنسي استعمل الحشيش؛ لأنه ألذ.

وللحشيش استعمالات أخرى كالمعجون والمنزول، المادة الأساسية في كل ذلك هو الحشيش.

وقال مجرب للحشيش: «شعرت كأن جدران الكون انبسطت حولي، وصدرت منه أصوات مطربة، أزالت ما في نفسي من هم وخوف، وفتح أمامي فردوس النعيم، وخضت في بحر من البهجة والسرور، وطفح الحب على نفسي، وبعد ساعات قليلة أخذت هذه المناظر تقل، وشعرت بجوع شديد، فدخلت مطعما أكلت فيه كل ما قدم لي من الطعام، وأحسبه ألذ ما ذقته، ثم عدت إلى مخدعي ونمت نوما عميقا، ولم يبق من تأثير الحشيش سوى اصفرار وجهي وتعب جسمي.»

وقيل في الحشيش موال هو:

بلعت يوم بندقة في لونها خضرة

Unknown page