Qamus Cadat Wa Taqalid Wa Tacabir Misriyya

Ahmad Amin d. 1373 AH
151

Qamus Cadat Wa Taqalid Wa Tacabir Misriyya

قاموس العادات والتقاليد والتعابير المصرية

Genres

وقد أمضى بعض المستشرقين الألمان كالأستاذ جاكوب سنين طويلة في دراسة تمثيليات ابن دانيال، وقد عثر له على تمثيليات ثلاث: الأولى اسمها «طيف الخيال» وهي تصور الحالة السياسية والثقافية بمصر على عهد السلطان بيبرس، والثانية رواية «عجيب وغريب» وهي غير المعروفة بهذا الاسم في السوق، وهي تمثل سوقا كبيرة يدخل الممثلون فيها واحدا بعد واحد، يعرضون فيها بضائعهم، والثالثة اسمها «المتيم» وهي تصور عشق المتيم هذا لليتيم، وفيها تحريش الديوك بعضها على بعض للقتال، ونطاح الكباش والثيران، وعلى كل حال تشهد لابن دانيال بالفضل وسعة الخيال، والقدرة على الفكاهة.

وفي التمثيلية الأولى يعرض المؤلف لعصره وما فيه من المفاسد، وأمر السلطان بإزالة الفساد، فصور ذلك ابن دانيال بقتل الشيطان، وفي هذه التمثيلية أيضا إشارة إلى ما حدث في مصر من وصول الخليفة العباسي من بغداد وتنصيبه خليفة في مصر؛ إلى آخر ما هنالك من إشارات إلى حوادث حصلت في أيام الظاهر بيبرس، فابن دانيال يصور تصويرا دقيقا الحياة المصرية الشعبية في ذلك العصر، وهي ناحية أغفلها المؤرخون، وهو كما قلنا يعنى بالجمع، فيقول مثلا: «إن الغريب مرحوم، والمرء يسعى والرزق مقسوم، والمفلس يجمع الدنانير، والصدقة بالحبة هينة على ذوي الأقدار فاركبوا غوارب الإلحاح، (يخاطب الشحاذين) والبسوا دروع الوجه الوقاح، وتعاموا مبصرين، وتطارشوا سامعين، واركبوا على جلودكم الجلود المسلوخة؛ واشربوا نقيع التين، لتصبح وجوهكم مصفرة، وبطونكم منفوخة ... إلخ.»

ولكن مع استعماله للغة الفصيحة لا يتحرج أحيانا من ذكر كلمات شعبية، أما المتيم ففيها وصف للحب، وحيل المحبين، فيمثل شخصا هيجه الغرام، بكى في انتخاب، ويقول:

أهل الغرام تجمعوا

وتوسلوا وتضرعوا

موتوا تعيشوا في الهوى

وتمزقوا وتقطعوا

وخذوا حديث متيم

عمن سواه أو دعوا

صب سماء دموعه

Unknown page