Qamus Cadat Wa Taqalid Wa Tacabir Misriyya

Ahmad Amin d. 1373 AH
146

Qamus Cadat Wa Taqalid Wa Tacabir Misriyya

قاموس العادات والتقاليد والتعابير المصرية

Genres

التصوف كان في الأصل معناه لبس الصوف زهادة في الدنيا، ثم صار في أغلب الأحيان، إلا في القليل النادر، صناعة لكسب العيش.

وتتطلب هذه الصناعة عمامة خضراء وسبحة طويلة غليظة، والتظاهر بذكر الله، ودعوى مخاطبة الأولياء والاتصال بهم عن طريق الروح، وقد ذمهم كثير من الناس ومن الشعراء.

وقد انتقد الجبرتي أعمالهم، وكلما جاءت مناسبة شنع عليهم، فيقول مثلا: «في سنة 1250 في عمارة مسجد زين العابدين، على يد عثمان أغا قال: فعمره وزخرفه، ونادى على أهل الطرق الشيطانية المعروفين بأرباب المشايخ، وهم ينسبون أنفسهم للأحمدية والرفاعية والقادرية فاجتمعوا بأنواع الطبول والمزامر والبيارق والخرق الملونة، حتى ملأوا الأسواق، وساروا، ولهم صياح ونباح، وجلبة وصراخ، وهم يتجاوبون بالصلوات، والآيات يحرفونها، ونداء أشياخهم بأسمائهم كقولهم: يا هو يا هو، يا بدوي، يا دسوقي، يا بيومي ، والأغا راكب معهم، والفقهاء المعممون؛ والطبول تضرب، والستر المصبوغ مركب على أعواد من الخشب وحوله الرجال والنساء والصبيان يتمسحون ويتبركون، ويرمون عليه الخرق والطرح لتحصيل البركة، ولم يزالوا سائرين على هذا النمط والخلائق يزدادون حتى وصلوا إلى ذلك المشهد.»

وسمعت في زمننا أن شيخا كبيرا من مشايخ طرق الرفاعي أعطته وزارة الأوقاف أربعمائة جنيه ليصرفها على الاحتفال بمولد النبي

صلى الله عليه وسلم ، فحجز عليه؛ لأن تاجرا مشهورا حجز عليه بدين له ثمن صناديق مشروبات روحية.

هذه طائفة كبيرة من المتصوفين، ولسنا ننكر أن هناك طائفة قليلة صدقت نيتها، وزهدت في الدنيا، ولكنها لا تحب أن تعرف ولا تعلن عن نفسها بشيء من هذه الألاعيب، إنما قصروا علاقتهم على ربهم وأخلصوا له، وباشروا أمور الدنيا كما يباشرها رجال الدنيا، وقصروا تصوفهم على قلوبهم وقليل هم.

التعذيب:

نذكر هنا أنواع التعذيب التي كان يستعملها الأتراك في عهد ولايتهم، فمنها الخازوق ولم أره، والشنق والضرب بالسيف، والصلب، والخنق، والضرب بالكرباج على الرجلين والظهر، وكان بعضهم يأمر بإذابة الملح ووضعه على مكان الضرب نكاية للمضروب.

ومما يروى أن تركيا اتهم أمة له فأنكرت، فأمر بوضع الجمر على كفيها وعمل القهوة على الجمر حتى تعترف.

وأحيانا يضعون يد المتهم في الفلقة ويأمرون بضربها بالكرابيج، وأحيانا يستمرون في ذلك حتى تقع أصابعه وكفوفه من الضرب، ومنهم من يضع بوقا في فم المتهم ثم يأمر بسقاء ذي قربة فلا يزال يصب في البوق حتى تمتلئ بطنه ويقع، وبعضهم يغلي الماء ويصبه على المتهم، ومنهم من يقطع أذن المتهم أو أنفه أو يقلع عينه، ومنهم من يغلي «الزفت» ويصبه على رأس المتهم، ومنهم من يعري المتهم ويربطه بجذع شجرة طول ليلة شاتية، وبعضهم يستعمل التخشيب، وهي قطع ضخمة من الخشب يفصل بينهما، ويوضع المتهم بينهما ثم يطبقون القطعتين ويسمرونهما، وأكثرها تعذيبا الضرب بالكرابيج كما يأمر الحاكم التركي، من خمسمائة زوج أو الألف، أو ألف وخمسمائة، اشتهرت في ذلك الكرابيج الزعر ، وهي القصيرة المقطوعة الطرف، ويصفون الرجل بأن كرابيجه زعر.

Unknown page