ولكنه في بابل كان مجددا.
شاء الإسكندر أن «يأغرق» العالم، فكانت بابل النهاية لصرعة - لسكرة - مفجعة، وكانت النهاية لحلم ذهبي.
قد تحقق قسم من ذلك الحلم، فبدت بعد الإسكندر دلائل التآخي بين الشرق والغرب.
بدت ثم ردت، فقد تغلب البرثيون التورانيون على السلوقيين الإغريق يوم كان ذاك التآخي في ازدهاره الأول، فقضوا عليه.
زرعت بذوره في أرض طيبة في الشرق الأدنى.
فجاءت رومة بجيوشها تدوسه وتسحقه سحقا. وما كانت رومة ممن يحلمون الأحلام.
ومع ذلك فقد كان للرومان فضل يذكر في الرقي والعمران.
عمروا المعابد لآلهتهم، وعبدوا الطرق لجيوشهم. وكانت الآلهة، مثل الجيوش، تستولي على الشعوب والأمم باسم رومة، ومن أجل رومة، بل من أجل القياصرة في رومة.
مدنية المعابد والطرقات هي خير من مدينة القصور والمعابد. القصور للملوك، والطرقات للملوك والصعاليك.
ولكن السواد من الناس في عهد الرومان كان كالسواد في عهد بابل وآشور - عبيدا للكهان والملوك، وحطبا للحروب.
Unknown page