271

شابيب غيث لا تزال ملثة ... بقبرك حتى يلتقى الشريان

أبا حسن وف اعتزاءك حق ... فقد كنتما أرضعتما بلبان

تماسك قليلا لست أول مبتلى ... ببين حبيب أو بغدر زمان

أثاكلتيه والثواكل جمة ... لو أنكما بالناس تاتسيان

إذيلا وصونا واجزعا وتجلدا ... ولا تأخذا إلا بما تدعان

وعودا على الباقي المخلف فيكما ... بفضل حنو منكما وحنان

خذاه فضماه إلى كنفيكما ... فإنهما للمجد مكتنفان

سدى ليس يدري ما السرور ما الأسى ... محيل على ضعفي يد ولسان

لعلكما أن تستظلا بطله ... غدا أن هذا الدهر ذو ضربان

لشعر السلوان أن محمدا ... مجاور حور في الجنان حسان

وقال يمدح القاضي أبا الحسن علي بن القسم بن عشيرة بقصيدة منها: بسيط

كم مقلة ذهبت في الغي مذهبها ... بنظرة هي شأن أو لها شان

رهن بأضغاث أحلام إذا هجعت ... وربما حلمت والمرء يقضان

فأنظر بعقلك أن العين كاذبة ... واسمع بحسك أن السمع خوان

ولا تقل كل ذي عين له نظر ... أن الرعاة ترى ما لا ترى الظان

دع الغنى لرجال ينصبون له ... أن الغنى لفضول الهم ميدان

وأخلع لبوسك من شح ومن أمل ... لا يقطع السيف إلا وهو عريان

وصاحب لم أزل منه على خطر ... كأنني علم غيب وهو حسان

أغراه حظ توخاه وأخطاني ... أما درى ان بعض الرزق حرمان

وغره أن رأه قد تقدمني ... كما تقدم لبسم الله عنوان

ومن مديحها: بسيط

أني استجرت على ريب الزمان فتى ... إلا يكن ليث غاب فهو إنسان

حسبي بعليا علي معقلا أشبا ... زمان سرري به في الأمن أزمان

صعب المراقي ولكن ربما سهلت ... على المنى منه اوطار وأوطان

الواهب الخيل عقبانا مسومة ... لو سومت قبلها في الجو عقبان

من كل ساع أمام الريح يقدمها ... منه مهاة وأن شاءت فسرحان

دجنة تصف النوار غرتها ... ونبعة يدعي أعطافها البان

Page 275