وقال أرطاميدورس: من رأى كأنه يأكل لحم نفسه، فهو [في الفقراء] دليل خير ، [لأنها تدل]2 على عمل كثير يعمله ويتعنى فيه ويأكل من كديده لا من لحمه؛ وهو خير في الصناع بأيديهم، فإنها تدل على أنهم يأكلون من كسب عضوهم الذي تتم به صناعتهم، أو أنهم يأكلون من لحمه.
[وأما فى أصحاب الكلام]؛ فإن رأى أنه يأكل لحم لسانه، فإن ذلك يدل على منفعة كثيرة تنالهم من المستمع. فإن رأى أنه يأكل لسان، بفمه، فإنه يدل على تركه الكلام فيما( هو متكلم [فيه].
فأما في العامة فإن الرؤيا تدل على ندامة بسبب كلام تكلموا به.
فإن رأت امرأة أنها تأكل لحمها، فإنها تزنى فتأكل من غلة بدنها.
وأما من رأى ذلك وله مريض، صديق أو قرابة، فإن الرؤيا تدل على حزنه به وموت المريض، لأن من يحزنون عليه وينوحون ويلطمون وجوههم، فكأنهم يأكلون من لحومهم. فأما فى الأغنياء ومن له مقدرة، فإن ذلك من الدلائل لردية(4)
وإذا رأى الانسان في منامه كأنه يأكل لحم إنسان لا يعرفه ولا يناسبه، فإن ذلك خير؛ وذلك أنه لم يأكل لحم إنسان من أهل بيته، ويدل على أنه يشبع هو ويستغني ويجوع المأكول، لأن كل ما أكل فقد تلف، وخاصة لأن لحم الانسان إذا افتقر فقرا شديدا أو جاع جوعا شديدا كما يكون في الحروب فيقال(: إنه يضطره الأمر إلى أكل لحمان الناس.
فإن رأى كأنه يأكل صبيا من أولاده، فإن ذلك رديء لجميع الناس، ويدل على موت قريب يعرض للصبي، إلا أن يكونوا يرون كأنهم يأكلون بعض أعضاء
Page 390