عليك، ويوشك أن يكون هلاكك على يده. والارتفاع الذي رأيته يكون تأييده ولطف قوله، ولين كلامه، وظفره عليك وإبطاله حجتك. وما رأيته من افتقاد غلمانك ووزرائك وحجابك، فهو ذهاب ملكك؛ والخجل والتشوير يكون انقلاب كيدك عليك، وتركك جوابك له والتفاتك عجزك عنه؛ والذي لم تره من حجابك ووزرائك هلاك حاشيتك . فظهر إبراهيم عليه السلام [وقال له] (إن الله يأتى بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب، فبهت الذي كفر) ودبر في وإحراق إبراهيم عليه السلام.
ورأى نمرود بن كنعان وهو ناعس على سريره كأن شخصا ظهر له في منامه فقال له : يا فاسق، إنك تدعى الربوبية فمن سمك السماء ومن سطح الأرضين? ومن أوتد الجبال فيها، ومن أنبع العيون منها? ومن أجرى الأنهار والبحور إلى منتهاها؟ إنك تعلم هذا يقينا، إن هذا ليس من صنعك [26/ أ] ولا لك فيه يد. قال : ففزع من ذلك فزعا شديدا. وقص رؤياه على شيخ كبير من أبناء خمسمائة سنة يقال له هيلول المعبر، فخلا به وقال : خذ حرصك وانظر في أمرك، فإن عدوا لك يناصبك، ويقع بينك وبينه حرب، وتتواتر عليك الغموم والهموم، واليد تكون له عليك.
الباب الثالث عشر
في رؤية المرأة الشابة
أفضل النساء في التأويل العربيات الأدم؛ والمجهولة منهن خير من المعروفة واقوى؛ والمتصنعات منهن في الزينة والهيئة أفضل من غيرهن؛ وكل معاملة العربيات الأدم فى الرؤيا خير بقدر إبائهن ، ولهن فضل على سواهن من غير العربيات الشواب.
Page 175