149

Qadiri Fi Tacbir

Genres

فسأل معبرا عن رؤياه، فقال له: إنك تدخل فى دين الله عز وجل، وشريعة رسوله صلى الله عليه وسلم لقول الله تعالى : (هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور)، فأسلم، وهداه الله تعالى.

وكان سبب إسلامه أنه وارى رجلا معدما فقيرا عن غريم له كان يطلبه، ولم يسلمه إليه.

وقال أرطاميدورس : رأى مملوك في منامه كأنه يلعب بالكرة مع ملك من الملائكة، فعرض له من ذلك أنه خاصم مولاه، فوجد كلامه أصوب من كلام مولاه فغلبه، فالملك دل على مولاه، واللعب بالكرة دل على مغالبته لمولاه، لأن الذين يلعبون بالكرة يحبون الغلبة؛ وكلما أخذوا اللكرة ضربوا بها الأرض وتناولوها والملائكة يشبهون بالآباء والموالى وكل من هو أهل لأن يصدق قوله، فإنهم لا يكذبون في الرؤيا، وكل ما يقولونه فهو حق بالجملة، غير أنهم ربما قالوا الشيء على جهته بكلام مبسوط، فهو على ما قالوه وليس فيه تعبير، وربما قالوا بكلام لغز يقولونه على جهته، فالواجب أن نفسر ذلك اللغز.

والملائكة تفعل ذلك وتجعل أكثر ما تقوله لنا لغزا، لأنهم أعلم منا ويريدون منا أن نكون أصحاب فحص عن الأشياء حتى نحيط بعلمها(.

مثال ذلك : أن رجلا رأى في منامه كأن ملكا يقول له : إن امرأتك تريد أن تسقيك السم على يد فلان معرفتك وصاحبك، فعرض له من ذلك أن امرأته لم تسقه السم، بل زنى بها معرفته، وذلك أن السم والزنى إنما يكونان مستورين وفيهما جميعا مكر. والزانية لا تحب زوجها وكذلك ساقية السم. وبعد ذلك بيومين ماتت تلك المرأة فتخلى منها زوجها، وذلك أن الموت يفرق بين كائنين؛

Page 153