وقالت تميم لا ترى أن واحدا
كأحنفنا حتى الممات يكون
فلا لمت قيسا بعدها في قتيبة
إذا افتخروا إن الحديث شجون
قال ابن قتيبة في كتاب تفضيل العرب: وأما أهل التسوية فإن منهم قوما أخذوا ظاهر بعض الكتاب والحديث، فقضوا به ولم يفتشوا عن معناه، فذهبوا إلى قوله عز وجل:
إن أكرمكم عند الله أتقاكم ، وقوله:
إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم ، وإلى قول النبي
صلى الله عليه وسلم
في خطبته في حجة الوداع: «أيها الناس إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية، وتفاخرها بالآباء. ليس لعربي على عجمي فخر إلا بالتقوى، كلكم لآدم وآدم من تراب»، وقوله: «المؤمنون تتكافأ دماؤهم، ويسعى بذمتهم أدناهم، وهم يد على من سواهم»، وإنما المعنى في هذا أن الناس كلهم من المؤمنين سواء في طريق الأحكام والمنزلة عند الله - عز وجل - والدار الآخرة، لو كان الناس كلهم سواء في أمور الدنيا، ليس لأحد فضل إلا بأمر الآخرة، لم يكن في الدنيا شريف ولا مشروف، ولا فاضل ولا مفضول. فما معنى قوله
صلى الله عليه وسلم : «إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه»، وقوله
Unknown page