235

============================================================

........ قضايا أمير المؤمنين علي عنده أنها بغت ، وكان لها في الناس أجمل ذكر، فدخل على قلب الملك من القم ما لا يعلمه إلا الله تعالى، وكان يعجب الملك بعقلها ودينها، فقال لهما: إنني أقبل قولكما، ولكن أجلوها ثلاثا، ونادى في المدينة التي هو فيها : أن احضروا قتل فلاثة العابدة فإنها بغت وقد شهد عليها القاضيان بذلك، فأكثر الناس القول في ذلك والعجب منه، لجميل ماكانوا يسمعون من عبادتها.

وقال الملك لوزيره : ما عتدك في أمرها من حيلة؟

ققال الوزير -وكان من أحكم الناس وأعقلهم -: ما عندي في ذلك شيء، وخرج في اليوم الثالث وهو آخر أيامها التي أجلها الملك، فبينما الوزير سائر إذ تظر إلى غلمان أطفال يلعبون وفيهم دانيال، فقال لهم دانيال ي : يا معشر الصبيان، تعالوا حتى أكون أنا الملك ، وتكون آنت يا فلان العابدة ، ويكون فلان وفلان القاضيين الشاهدين عليها، ثم جمع ترابا وجعل سيفا من قصب، ثم قال للغلمان: خذوا بيد هذا فتحوه إلى مكان كذا وكذا وهو آحد القاضيين، وخذوا بيد الآخر فنحوه إلى مكان كذا وكذا، وباعد بين موضعيهما، ثم دعا بأحدهما إليه وقال له: قل ولا تقل إلا حقا، فإن قلت غير الحق قتلتك ، ثم تشهد على هذه المرأة، كل ذلك والوزير ينظر ويسمع، قال: أشهد آنها زنت .

قال: متى؟

قال: يوم كذا وكذا.

قال: في أي مكان؟

قال: في مكان كذا وكذا.

قال : مع من) قال : مع فلان ين فلان .

Page 235